للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

استَمْلَى وأملَى، وتأثَّلَ منها بمقدّمةِ الفوز بالنّعيم الذي لا يَبلَى، وكنتُ بما مَنَّ الله (١) عليَّ من عِلم بمكانِه من هذه الأُمّة، وألقَى بقلبي من [محبّتِه وله عليّ بذلك] أعظمُ المِنّة والنِّعمة، أرتادُ لمخاطبتِه وقتًا يُسهِّلُ [ورودَها، ورسولًا] يؤدِّي عنّي مقصودَها، إلى أن طَلَعتِ الآنَ عليَّ أثارةٌ من علومِه، [وإنارةٌ من زَهْرِ] نجومِه، وهي الإجازةُ التي تفَضَّل بها عليّ، وعلى عبدَيْه ابنَيّ، فقلتُ: [لقِيَ المتلَصِّصُ] مدخَلًا، ووجَدَ المترخِّصُ متأوَّلًا، وتناولتُ الإجازةَ لهما معي [مشترِكاً]، ووضعتُها على صدورِهما مُبرِّكًا ومتبرِّكًا، ورجَوْتُ أن يَجدا بها التوفيقَ [بنَهْج] محجّتِه، ويَعقِلا ما عَقَلَ محمودُ بن الرَّبيع من صُحبتِه (٢)، وما أرغبَني في أن أُعلُي [روايتي] برؤيتِه، وأستشفيَ لحالي كلِّها ببركةِ رُقيتِه؛ وأنظُرَ إليه فأحصُلَ على عبادة، وآخُذَ عنه فأشفَعَ الحُسنى بزيادة، أنعَمَ سيّدُنا جزاهُ اللهُ من الثّواب بأوفرِ قِسْطِه، بإجازتِه التي أرجو منها للولدَيْنِ بركةَ نيّتِه ولفظِهِ وخطِّه، ولي ولدٌ ثالث هو بوِلادتي أخَصّ، ولفظُها عليه ببعضِ الاعتبارات أنَصّ، وهو فلان، ولولا أنّي أتّهمُ نفسي بفتنةِ البُنُوّة، وعيني بالرِّضا المخرِج إلى الفعل ما يُظَنُّ أنه بالقوّة، لوَصَفْتُه بعبارةٍ أعرِفُ قصورَها، ولا أرضى له ميسورَها، وأرجو أنّ فِراستَه الإماميّة قد تنثَلُّ في مِرآتِها، وتَبُثُّ له القَبولَ بإثباتِها، وشهادتُها أصحُّ من شهادتي، ونسبةُ هذا الولدِ إلى خدمةِ العلم بين يدَيْه أشرفُ من وِلادتي، كما أنّ حُرمَتَه أعزُّ مَوْئلًا، وأحمى مَعقِلًا، من أن تُذكَرَ بسُقيا نبتٍ غَرَسَتْه، وعمارة بيتٍ هي أسَّستْه، واللهُ يُعلي بالعلم والعمَل مكانَه، ويَجْزي عنّا جميعًا تفضُّلَه وإحسانَه، بمنِّه، والسلامُ الكريم، الزاكي العميم، يخُصُّه من معظِّم محلِّه الأسمى، وشاكرِ يدِه العُظمى، ابنِ عَمِيرةَ، ورحمةُ الله وبركاتُه.


(١) في ص: "وكتب بما الله"، وهو تحريف ظاهر.
(٢) يشير إلى قوله: "عقلت من النبي - صلى الله عليه وسلم - مجة مجها في وجهي وأنا ابن خمس سنين من دلوٍ" أخرجه البخاري ١/ ٢٩، ٢١٢، ومسلم ٢/ ١٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>