للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٦٥٥ - عليُّ (١) بن محمد بن محمد بن شُعَيْب، أشُونيٌّ نَزَل جزائرَ بني زَغَنّا، أبو الحَسَن الأَشُونيّ.

رَوى عنه أبو محمد عبدُ الواحد بن محمد بن حَبِيب اللَّخْميُّ الجزائري. وكان نَحْويًّا لُغَويًّا أديبًا حافظًا تأريخيُّا، واستَملَى منه أبو محمد بنُ حَبِيب المذكور "أماليَه الأدبيّة" المنسُوبةَ إليه فأملاها من ذِكْرِه، وهي أمالٍ نبيلةٌ مُفيدة شاهدةٌ بفَضْل حِفظٍ وجَوْدة اختيارٍ وحُسن تصرُّف، وقد أودَعَها جُملةً وافرة من مُنشَآتِه نثرًا ونطمًا، ومنها قولُه يحُضُّ على طلبِ العلم والاجتهادِ فيه [البسيط]:

إنّ العلومَ لأشخاصٌ مُعَيَّنةٌ ... فلا يَراهُنَّ إلّا لُبُّ مَنْ دَرَسَا

مَنْ شَرَّدَ النّومَ والظلماءُ عاكفةٌ ... فكيف حتى يُضاهيْه الذي نَعِسا

فادرُسْ تَسُدْ وتكنْ في الناسِ معتليًا ... ورُحْ -هُدِيْتَ- لنُورِ العلم مقتبِسا

[١٤٢ و] وفي نحوِه [المتقارب]:

تعلَّمْ خليليَ حينَ الشبابِ ... تَفُقْ بالعلوم الرجالَ الكبارا

فمَنْ واظبَ العلمَ صاحِ صغيرًا ... نفَى عنه عندَ السؤالِ الصَّغارا

وفي التنبيهِ على طلبِ الأدب واقتناء الكُتُب [الوافر]:

عليك بصحبةِ الأُدباءِ يا مَنْ ... يُحاولُ أنْ يَسُودَ على الصِّحابِ

فما في الناسِ أرفعُ من أديبٍ ... ولا في الأرضِ أرفعُ من كتابِ

وفي نَظْم المثَل الجاري على ألسِنة الناس: "الرأيُ للرأي مَصْقَلة" [الطويل]:

إذا صدئتْ مِرآةُ فهمِك فاجْلُها ... بِرأي أخي نُصح مُصيبٍ يُقَرْطِسُ (٢)

ولا تُمضِ رأيًا منكَ دونَ مَشُورةٍ ... فإنّ اقترانَ الرأي بالرأي مِدْوَسُ (٣)


(١) ترجمه ابن الأبار في التكملة (٢٧١٦).
(٢) يقرطس: يصيب.
(٣) المدوس: أداة الصقل.

<<  <  ج: ص:  >  >>