وفي الزُّهد [المتقارب]:
يقيني يقيني بحَوْلِ الإلهِ ... ولو كنتُ دهري عن الرُّشدِ لاهِ
وإحياءُ قلبي بذِكْرِ المليكِ ... وكوْنيَ عن ذكْرِهِ غيرَ ساهِ
فما الفوزُ إلّا بصَفْوِ الضّميرِ ... ودينٍ مَتينٍ وتَرْكِ المناهي
وتقوى القلوبِ ورَفْضِ الذنوبِ ... ودفع العيوبِ حِذارَ النّواهي
وفي القناعة [المنسرح]:
لاتسألِ الناسَ حَبَّ خَرْدلةٍ ... ولسَلْ إلهًا براكَ من طينِ
فرِزقُهُ للعبادِ ذو سَعَةٍ ... ليس بفانٍ ولا بمنونِ
وفي الاعترافِ بالذنب، وقوّة الرّجاءِ في عَفْو الرّبّ [البسيط]:
لاقُوةً ليَ ياربِّ فأنتصرُ ... ولا بَراءةَ من ذنبي فأعتذرُ
فإنْ تُعاقِبْ فإنّي مُذنبٌ نَطِفٌ (١) ... وإن صَفَحْتَ فمنكَ الصَّفحُ يُنْتَظَرُ
أنت العظيمُ فإنْ لم تَعْفُ مقتدِرًا ... عن العظيم فَمَنْ يعفو ويَقتدرُ؟!
وفي وَصْفِ حالِه حين دَخَل الجزائر [الكامل]:
يا وَيْحَ ناءٍ شَطَّ عن أحبابِه ... وسَقاهُ طولُ البُعدِ مُرَّ شرابِهِ
قذَفَتْ به أيدي النَّوى في معشَرٍ ... لم يَحفَلوا طُرًّا بعُظْم مُصابِهِ
يُمسي وُيصبحُ هائمًا متحيِّزًا ... قد عَضَّهُ صَرْفُ الزمانِ بنابِهِ
[١٤٢ ظ] مازال يجعَلُه دَريئةَ سهمِهِ ... حتى غزاهُ بِشرْيهِ وبصابِهِ
أَمَّ الجزائرَ كي يُصادفَ مُلْطفًا ... يكسو الذي يشكوهُ منْ أوصابِهِ
فإذا الأنامُ غُذُوا بثَدْيٍ واحدٍ ... في كلِّ قُطرٍ آهلٍ بسحابِهِ
(١) نطف: مريب متلطخ بالعيب.