للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكثيرَ وأدرَكَ شيوخًا جِلّة وتجَوَّل معَ أبيه، وكان من أهل العلم، ودَخَلَ كثيرًا من مُدُن الأندَلُس في أوّلِ فتنةِ اللَّمْتُونيِّينَ، واستَجازَ له أبوه كثيرًا من الشّيوخ؛ وكانت عندَ أبي الحَسَن هذا معارفُ وإدراكٌ وعنايةٌ بالعلم، وله شعرٌ صالحٌ ومصنَّفاتٌ في غيرِ ما فنّ من الأُصول والطِّبِّ والحديثِ والرِّجال، وبرنامَجُ روايتِه حَفِيل، وحَجَّ ولقِيَ أبا الطَّاهر السِّلَفيّ ونمَطَه من كبارِ المُسنِدين، وكتَبَ عنه عدّةُ رجالٍ بالمشرِق، وعُمِّر طويلًا حتّى ناهَزَ السبعينَ، وكان آخرَ أمره شاهدًا بدارِ الإشراف بفاس، وبها توفِّي عَفَا اللهُ عنه، وكانوا لا يَرضَوْنَه لأمرٍ كبير نَسَبوهُ إليه ولعلّه كَذِبٌ عليه، تغَمَّدَنا اللهُ وإيّاه برحمتِه.

وقال أبو العبّاس بنُ هارونَ، وقرأتُه بخطِّه: قال لي الشَّيخ المُسِنُّ أبو العبّاس أحمدُ بن عليّ بن عبد الله اللَّخْميُّ المعروفُ بابن الحائك: أربعةٌ من أهل فاسَ متعاصِرونَ لا تُرضَى أحوالُهم: الحاجُّ أبو الحَسَن بن مُؤمن، وأبو حَفْص ابنُ البَيْراقي وأبو محمد ابن الياسَمِين وأبو عبد الله بن عبد الحَميد كاتبُ ابن توندوت، لكنّ ابنَ عبد الحَميدِ صَلُحت حالُه بأَخَرة.

وُلدَ لتسع خَلَوْنَ من شوّالِ اثنينِ وعشرينَ وخمس مئة، وقَفْتُ على ذلك في خطِّه، وقال ابنُ الأبار: مولدُه سنة [٧٩ ظ] ثلاثٍ وعشرينَ، وتوفِّي بفاسَ سنةَ ثمانٍ وتسعينَ وخمس مئة خلافَ ما عُمِّره ابنُ هارون.

٥٢٦ - عليُّ (١) بن عَطِيّةِ الله بنُ مطرِّف بن سَلَمةَ اللَّخْميُّ، بَلَنْسِيٌّ، أبو الحَسَن، ابنُ الزَّقّاق وابنُ (٢) الحاجّ.


(١) ترجمه العماد في الخريدة ٢/ ٥٦٤ (قسم المغرب والأندلس)، وابن دحية في المطرب (١٠٠)، وابن سعيد في المغرب ٢/ ٣٢٣، ورايات المبرزين (١١٦)، وابن الأبار في التكملة (٢٧٠٩)، والذهبي في المستملح (٦٤٨)، وتاريخ الإسلام ١١/ ٤٧٨، والصفدي في الوافي ٢١/ ٣١٦، وابن شاكر في فوات الوفيات ٣/ ٤٧، وابن العماد في الشذرات ٤/ ٨٩، وغيرهم. وقد حققت ديوانه الفاضلة عفيفة ديراني، وعليه المعتمد في تخريج أشعاره الواردة في هذا الكتاب.
(٢) في م ط: "وأبو".

<<  <  ج: ص:  >  >>