في أبياتٍ سقَطَتْ من حِفظي، فزاد من إكرامي وبِرِّي؛ لأنَّه كان كثيرَ الاهتزازِ للشِّعر.
وعلى الجُملة، فمحاسنُ هذا الرجل كثيرةٌ ولم يَخْلُ معَها من طَعْنٍ عليه، فقد ذَكَرَه الناقدُ أبو الحَسَن ابنُ القَطّان في "برنامَج شيوخِه" وقال: كان مُتقنًا في علم الرِّواية وذا معارفَ سواها من علم الكلام والتوثيق والطّب، وكان شاعرًا، إلا أنه لم يكنْ مَرْضِيًّا في دينِه عند الناس، وكتَبَ مُحاذيًا ذكْرَه في هذا البرنامَج بالحاشيةِ منه ما نصُّه: كان ضابطًا عارِفًا بما يَرويه يُرمَى في دينهِ بالمَيْل إلى الصّبا خاصّةً (١).
قال المصنّفُ عَفَا اللهُ عنه: وهذه خَلَّةٌ إن صَحَّت عنه أخلَّتْ بجميع ما يُعْزَى إليه من الفضائل التي ذكَرْنا وغيرِها.
وقرأتُ بخطِّ المُقيِّد التأريخيِّ أبي العبّاس بن هارون في ذكْرِ أبي الحَسَن ابن مُؤمنٍ هذا، فقال: أدرَكتُه عَفَا اللهُ عنه، في رحلتي إلى فاس، وهُو ممّن كتَبَ
(١) عند هذا الموضع بحاشية ح بخط مخالف: "قد سلط على ابن القطان من ثلبه فانظره في رسمه (...) من هذا الكتاب".