للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٥٢٣ - أحمدُ (١) بن محمد بن أحمدَ بن عَيّاش، بياءٍ مسفولة وشينٍ معجَمة، الكِنَانيُّ، مُرْسِيٌّ، أبو جعفر.

رَوى عن أبي القاسم بن بَشْكُوال، ورَحَلَ إلى المشرِق سنة ثمانٍ أو تسع وسبعينَ وخمس مئة، وحَجَّ في ثاني عام رحلتِه وتجَوَّل هنالك نحوًا من عشرينَ سنة، ودخَلَ بغدادَ وأخَذ بها عن ضِياء الدِّين أبي أحمدَ عبد الوهّاب بن عليّ بن عليّ بن سُكَيْنةَ، بمكّةَ شرَّفها اللهُ عن أبي حَفْص المَيَانِجيِّ، وبدمشقَ عن أبي الطاهِر الخُشُوعي، وأبي محمد القاسم (٢) بن عليّ بن عَسَاكر، وسَكَنَها سنينَ وأقرأَ بها القرآنَ العظيم، وبمِصرَ عن أبي القاسم هِبة الله بن عليّ (٣) البُوصِيريِّ المَدْعوِّ بسيِّدِ الأهل.

ثم قَفَلَ إلى الأندَلُس سنةَ سبع وتسعينَ وخمس مئة فأقام بمالَقةَ مدّة، فرَوى عنه بها أبوا جعفرٍ: ابنُ عبد المجِيد الجَيّار وابن عليّ العجام، ثم تحوَّل إلى مُرْسِيَة، فرَوى عنه بها أبو بكر محمدُ بن غَلْبُون، وأبو عبد الله بن عليّ بن حَمّاد، وأبو محمد بن عبد الرحمن بن بُرْطُله، وحدثنا عنه شيخُنا أبو عليٍّ الحُسَين بن عبد العزيز ابن الناظِر.

وكان حافظًا للقرآن العظيم مُثابِرًا على تلاوته حسَنَ القيام على تجويدِه، ذا عناية برِواية الحديث، معروفاً بالثِّقة فيما يَرويه والعدالة واستقامةِ الحال، له إدراكٌ وحَظٌّ وافر من عِلم عبارةِ الرُّؤيا، ومن فوائدِه: زيادةٌ لا في آخِر قول الحَرِيري (٤) [المتقارب]:

إذا ما حوَيْتَ جنَى نحلةٍ ... فلا تَقْربَنْها إلى قابلِ


(١) ترجمه ابن الأبار في التكملة (٢٩٧)، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣/ ٨٥٢، والمقري في نفح الطيب ٢/ ٦٠٤.
(٢) من هنا إلى قوله: "أبي القاسم" سقط من ق.
(٣) بعد هذا بياض في النسختين.
(٤) في المقامة السادسة عشرة المغربية.

<<  <  ج: ص:  >  >>