للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لهمْ من أهلِ مذهبِهمْ شيوخٌ ... أقاموا بين أظهُرِهمْ وداموا

روافضُ أحدَثوا بِدَعًا وشادوا ... قواعدَها فليس لها انهدامُ

فكم غَمْرٍ أضلُّوا واستَزَلُّوا ... فَحُمَّ على الضلالِ له الحِمَامُ

وكم غِرٍّ ببَذْلِ المالِ غَرُّوا ... فكانَ على الحُطامِ له انحطامُ

ومُغوِيهمْ فقيهُ الرفضِ سَيْفٌ ... أتاه باسمِهِ الموتُ الزُّؤامُ

وفَرَّ إليهمُ منكمْ حُسَينٌ ... مخافةَ أن يُطَوّقَهُ الحُسامُ

فأضرَمَ بالمدينةِ نارَ غَيًّ ... ابتْ ألّا يُزالَ لها اضطرامُ

وأوسَعَ أهلَها بِرًّا وبُرًّا ... فكان لهمْ على الغَيِّ اقتحامُ

فما يُرجَى لهمْ أبدًا فلاحٌ ... ولا رُشدٌ وهل يُرجى الجَهامُ؟

وما لهمُ إلى خيرٍ مضاءٌ ... مَدَى الدُّنيا وهل يَمْضي الكَهامُ؟ [١٨٧]

لعَمْرُك إنّهمْ داءُ عُضَالٌ ... وما بسوى الحسامِ له انحسامُ

ومَن لم يَرْضَ حُكمَ الله شَرْعًا ... فما دَمُهُ لسافِكِهِ حرامُ

إذا انحَطَّ الرَّعيّةُ في هَواها ... ولم تُرْدَعْ فراعِيها يُلامُ

وإن نشَأَتْ عَوارضُ للأعادي ... فبَرْقُ السيفِ أوْلى ما يشامُ

فأمضِ الهِمّةَ العُليا إليهمْ ... وجاهِدْ أيها الملِكُ الهُمَامُ

وأرْضِ المصطفى في صاحِبَيْه ... بنَصْرٍ لا يُفَلُّ له اعتزامُ

أَتاك رضاهُ عفوًا فاغتنِمْه ... لِما ترجو وحُقَّ له اغتنامُ

إيُقبَلُ منك عندَ الله عذرٌ ... وما لكَ من أَعاديه انتقامُ؟

وما نال الحِجازُ بكُمْ صلاحًا ... وقد نالتْهُ مِصرٌ والشآمُ

<<  <  ج: ص:  >  >>