للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا مَن لها أو باتَ يجهَلُ فضلَها ... شِمْ بَرْقَهاكيما تُصادفُ وَبْلَها

مَنْ مِثلُها إن كنتَ تَطلُبُ مِثلَها ... هِيَ صَفْوةُ المختارِ فاقْتَفِ سُبْلَها

وتوَخَّ أن تَستَنَّ في مَرْقاتِها

ونداءَ خيرِ العالمينَ فلَبِّهِ ... واسَرحْ سَوامَكَ في حدائقِ أبِّهِ

واقصِدْ مناهجَ هَدْيِه وتنَبَّهِ ... وتَحَرَّ أن تلقَى الإلهَ بحُبِّهِ

وبحبِّها فتثابَ عن مَسْعاتِها

لا تصرِفَنْ لُبًّا لشِعبِ شتاتِها ... متتبِّعًا ما كان من فَعَلاتِها

وأصِخْ لمَن مشَّى دعاءَ هُداتِها ... فعساكَ أن تمتارَ من بَرَكاتِها

رِفدًا به تعتَدُّ من طبقاتِها

يا مَن تخَلَّص من أَرُومةِ شَيْبةِ ... كاللَّيثِ يَقتلعُ القلوبَ لهيَبْةِ

كالغَيثِ وافَى بعدَ أطولِ غَيْبةِ ... يا طيِّبًا ضمَّتْه مِسكةُ طَيبةِ

فتضوَّعتْ دارِينُ عن جُدُراتِها

صِلُّ اشتياقي في فؤادي نَضْنَضا ... وجَوانحي حُنِيتْ على جمرِ الغَضَا

يا خيرَ خَلْقِ الله كُنْ لي مُنهِضا ... شَوْقي لتُربتِك المقدَّسةِ اقتضَى

دَنَفي وصَدَّ النَّفْس عن خَطَراتِها

لي أدمُعٌ تحكي تناثُرَ جوهرِ ... شوقًا لرؤيةِ روضةٍ أو مِنبَرِ

تقبيلُهُ في الحَشْرِ أعظمُ مَفْخَرِ ... فارحَمْ بكاءِ مُغرَّقٍ في أبحُرِ

من دمعِه يختالُ في غَمَراتِها

واصرِفْ إليهِ عطفةً لذَنوبِها ... فَيْضٌ يُنَقّي نفْسَه من حُوبِها

فلقد تقَوَّس تحتَ عِبء ذُنوبِها ... واشفَعْ له في توبةٍ يَصْفو بها

نَفْسًا فتُقلعَ عن قبيح سِناتِها

<<  <  ج: ص:  >  >>