للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولهُ بأكنافِ الشَّآم وقائعُ ... حَمِدَتْه فيها أَنْسُرٌ وخَوامعُ

فلذا أقولُ لكي تلَذَّ مسامعُ: ... لأبي عُبيدةَ في الجلالِ مَنازعُ

يفتَرُّ زَهْرُ الرَّوْضِ عن نَفَحاتِها

أردَتْ معاندَها فباتَ مُضَرَّجا ... وبَدَتْ سَنا والكفرُ ليلٌ قد سَجَا

فهيَ المصابيحُ انْجَلى عنها الدُّجَى ... وحَرِيُّها العَفُّ ابنُ عوفٍ بالحِجَا

ورفيعُها في حِلْمِه وأناتِها

قد حاز في دُنياهُ عيشًا أرفَغا ... ورأى المواهبَ فوقَ ما كان ابتغَى

ومضَى ولا صَعَرٌ يَشِينُ ولا صَغَا ... وأخو حِراستِها بمُحْتَضَرِ الوغَى

سَعْدٌ مُبِيدُ الذُّعرِ دونَ حُماتِها

مَن شَبَّ نارَ القادِسيّةِ وارتَقى ... إيوانَ كِسرى وهْو صعبُ المُرتقَى

بالجَحْفلِ اللَّجِبِ الصَّميم المنتَقى ... والمُرتضَى شِيَمًا سعيدٌ ذو التُّقَى

والسابقُ الحُنَفاءَ في حَلَباتِها

قصمَتْ عِداها أشْأَمتْ أو أعْرَقَتْ ... حتَمَتْ نَداها أيسَرَتْ أو أملَقَتْ

ورَمَتْ مَداها بالذّميل وأعنَقَتْ ... فئةٌ تواصَمتْ بالسَّناءِ فأشرَقَتْ

شمسُ النُّبوّةِ في سَنا جَبهاتِها

نُجُبٌ لفِهْرٍ أو سُلالتِه لُؤَيّ ... جَلَّتْ عن الدُّنيا غيايةَ كلِّ غَيّ

ببِدارِها نحوَ المؤيَّدِ من قُصَيّ ... فالبِشرُ حَشْوُ ضُلوعِها والفضلُ طيّ

بُرودِها والمجدُ حَلْيُ طِلاتِها

عَزَّتْ فعَزَّت مَنْ بَغى وأذلَّتِ ... آوَتْ فداوَتْ أنفُسًا فأبلَّتِ

سَعِدتْ فكم صَعِدتْ فما هيَ زَلَّتِ ... شَهِدت لها بالجنّةِ الذاتُ التي

وطِئتْ بأخمَصِها ذُرا غُرُفاتِها

<<  <  ج: ص:  >  >>