للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثُبَةٌ نَماها للعلاءِ نبيُّها ... بهَرَتْ فضائلُها وفاحَ نَدِيُّها

فغُدوُّها زاهٍ به وعَشِيُّها ... وعَلِيُّها في المَكرُماتِ عليُّها

رَبُّ اختراطِ النَّصرِ في غَزَواتِها

هدَّ الضلالَ وراعَ آمِنَ سِرْبِهِ ... ببسالةِ فَلَّت مَضاربَ عَضْبِهِ

كم دامسٍ جَلَّى غَياهبَ كَرْبِهِ ... بابُ العلوم وخيرُ من جالتْ بهِ

هِمّاتُهُ في مُرتَقى صَهَواتِها

صارِمْ وجاهِدْ مَن يَفُوهُ بلَمْزِهِ ... أَلحفْهُ عَضْبًا راقَ عندَ مَهَزّهِ

ومِنَ الذي زَعَمَ الغَوِيُّ؛ فنزِّهِ ... مَن حَفَّ بالسّبْطَيْنِ ذُروةَ عزِّهِ

فتقهقَرَ التغييرُ عن هَضَباتِها

أخَذَتْ بنا للهَدْي أشرَفَ مأْخَذِ ... كشَفَتْ لنا وَضَحَ الطريقِ المُنقذِ

فلكلِّها عَطْفُ الرَّؤوفِ الجَهْبَذِ ... وأمَسَّها قُربى الحَواريِّ الذي

لحظَتْهُ بالإيثارِ بينَ وُلاتِها

نادَوْهُ في اليرموكِ وهْو مُشمِّرُ ... بالسَّيفِ يَضرِبُ كي يُذِلَّ مُتبِّرُ

فمضَى بهمْ ليثٌ يَصُولُ غَضَنْفَرُ ... فلذاك تخصيصُ الزُّبيرِ معبِّرُ

عن سَبْقِهِ في غُرِّها وكُماتِها

بعصابةِ المختارِ أصبح مُغرَمًا ... وبِنُورِها رَمَقَ الطريقَ مُصمِّما

متحيِّرٌ طلَعَتْ عليهِ أنجُما ... وأبِيُّها في الحَرْبِ طلحةُ مُنتمَى

وثَباتِها في صَبْرِه وثباتِها

أمّا القوِيُّ فرِدؤُها ومُعينُها ... وصَريخُها ونَصيحُها ومَكِينُها

وظَهيرُها حتى تمكَّنَ دِينُها ... وأمينُها في بَعْثِها ويمينُها

فيما تُشيرُ إليه من سَطَواتِها

<<  <  ج: ص:  >  >>