للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أضحى العُلا بفِناء رَبْعِك لائذا ... يا عِزَّه لمّا غدا بكَ عائذا

وغدَوْتَ طالبَ ثأرِه بل آخِذا ... وحسَمْتَ من طُرُقِ الضّلالِ مآخِذا

غرِقَتْ نفوسُ الخَلْقِ في زَلّاتِها

صَدَّتْ فلم تحفِلْ بطُولِ صُدودِها ... وَدَّتْ لوِ انقبَضَتْ حِبالُ ودودِها

نَدَّتْ فرَدّتَها أَناةُ صُيودِها ... ما زلتَ تجهَدُ في انتقاصِ شرودِها

وتُعوِّضُ الأنوارَ من ظُلُماتِها

يا ثابتًا للهَوْلِ تحتَ عَجاجِهِ ... والجيشُ مثلُ البحرِ في أمواجِهِ

وحُسامُهُ يسعى به كسِراجِهِ ... حتى أضاءَ الحقُّ في مِنهاجِهِ

وترَقَّتِ البُشْرَى على دَرَجاتِها

حطَّتْ رِحالُكَ بينَ أكرمِ عِترةِ ... رَمَقَتْ بها الجَمَراتُ أعظمَ جَمْرةِ

كم كشّفَتْ بنضالِها من غَمْرةِ ... يا مَن توَضَّحَ جَمْرُه في زُمرةِ

رَقِيَتْ بسُنّتِهِ يَفاعَ نَجاتِها

وعلائها لقدِ ارتَقَتْ لعلائها ... وغَنائها ومَضائها وسَنائها

فوقَ المجرَّةِ في ذُرا جَوْزائها ... أقمارُ مِلّتِنا وشَهبُ سَمائها

وذوو الخِلالِ الغُرِّ من سَرَواتِها

سُحبُ الهُدى رَوَّى البلادَ حَبِيُّها ... فَولِيُّها يقتادُهُ وَسْمِيُّها

أحبِبْ جماعتَها يطِبْ لك رَيُّها ... فسَرِيُّها صِدّيقُها وسَنِيُّها

فاروقُها الوَضّاحُ عن عَزَماتِها

حاز المَمالكَ واستقَلَّ بسَبْيِها ... وَدَها الأعاجمَ واستهانَ بهَدْيِها

وأبادَ سِيرتَها وسالِفَ بَغْيِها ... وأثيرُها عثمانُ تالي وَحْيِها

ومُزَحْزحُ الأزَماتِ عن ساداتِها

<<  <  ج: ص:  >  >>