للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبيانُكَ المأثورُ يومَ عَظاتِها ... وسِنانُك المطرورُ بينَ كُماتِها

وجِنانُك المعمورُ من آياتِها ... وضَمانُك المُوفي لها بعِداتِها

وأمانُك المُردْي لضُرِّ عُداتِها

هذي الفضائلُ خَلَّفَتْها بينَنا ... شِيَمٌ جمَعْتَ بها السَّناءَ إلى السَّنا

حتى قضَيْنا بالغيوبِ تيَقُّنا ... وإذا تخَلَّصتِ الضمائرُ مُوهِنا

لإجابةٍ طرَّقْتَ نهجَ دُعاتِها

وإذا النفوسُ تزوَّدَتْ لمَعادِها ... ورأتْ بأنَّ الذِّكرَ أطيبُ زادِها

ونأَتْ عن الدُّنيا لوَشْكِ نَفادِها ... فلكَ انتماءُ الرِّفقِ في إرشادِها

وبك اقتداءُ النُّجْحِ في دَعَواتِها

وحَطَطْتَ عنها عِبءَ كلِّ دناءةِ ... وختَمْتَ سَطْوتَها بحُكمِ بَراءةِ

أحسَنْتَ للأيام بعدَ مَساءةِ ... ومتى اللّيالي حَدَّقَتْ لإساءةِ

ذكَرَتْكَ فانتقَلَتْ إلى حسَناتِها

ومَحوْتَ رَسْمَ حُقودِها وضَبابِها ... في سالفِ الأزمانِ بينَ رِبَابِها

وعُقَيْلِها وَهُذَيْلِها وكِلابِها ... فجميعُ ما اجتَرَمَتْهُ في أحقابِها

غَفَرَتْه يومَ بُعِثْتَ في ساعاتِها

إن كان دُوِّخَتِ القرونُ وأُخمِلَتْ ... وتباشرتْ ببلوغ ما هيَ أمَّلتْ

وسَقَت بَنيِها بالذُّعافِ وثمَّلَتْ ... فحُلاكَ فُزْتَ بوضعِها هي جَمَّلَتْ

ما قَبَّحتْه وقَهْقَرتْ نَكَباتِها

لمّا علا الطاغوتُ أفضلَ رَيْعةِ ... وجَرى بخيلٍ للضّلالِ سريعةِ

ورأيتَ دينَ الله خيرَ ذريعةِ ... قَسّمْتَ أورادَ العُلا بشريعةِ

بَرَزَتْ وجوهُ الفضلِ من قَسَماتِها

<<  <  ج: ص:  >  >>