للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ووردْتَ حينَ سدَدْتَ منبعَ نَفْرِها ... بمواردٍ مِنْ حَمْدِها أو شكرِها

ولك الشفاعةُ في مواقِفِ حَشْرِها ... يا مَنْ به عَرَفَتْ مُدبِّرَ أمرِها

وحقوقَهُ ورأتْ كمالَ ذَواتِها

ولك الغَناءُ والاعتناءُ بأُمّةِ ... علَّمتَها التنزيلَ أفضلَ نعمةِ

وشَفَعتَهُ كي لا تضِلَّ بحِكمةِ ... أنت الذي أنقَذْتَها من غُمّةِ

فَرَّجْتَ فيها الصّعبَ من أزَماتِها

وحدَوْتَها حَدْوَ الصِّعابِ الجِلّةِ ... لقرار الفِردَوْسِ حيث احتَلّتِ

لم تَسترِبْ لمّا دعَوْتَ فوَلَّتِ ... وحَبْوتَها بجوامعِ الكَلِمِ التي

بلَغَتْ بلاغتُها مدى مِيقاتِها

ولكم دعَوْتَ مصمِّمًا أوأبْلَهًا ... حَيْرانَ يَعْسفُ للغوايةِ مَهْمَها

كنتَ الدّليلَ له ففازَ بما اشتَهَى ... لولاكَ ما عَرَفَ السّبيلَ إلى النُّهَى

ولضَلّتِ الألبابُ عن مَنْجاتِها

وبهَدْيِك انبعَثَتْ لهَجْرِ رُبوعِها ... تَنوي البَنِيَّةَ بعدَ زَوْرِ شفيعِها

زُمَرٌ (١) يُسامرُها أطيطُ نُسوعِها ... فعليك فَضْلُ خشوعِها وخضوعِها

وإليكَ أجرُ صِيامِها وصَلاتِها

كم نائلٍ ظفِرتْ به في سَفْحةِ ... نَسَمتْ بها للعفوِ أعطرُ نفحةِ

في رَوْضةٍ للكشفِ أو في سَرْحةِ ... ولدَيْكَ ما خُصَّتْ به من مِنْحةِ

ما بينَ حُرِّ هِباتِها وصِلاتِها


(١) في ب م: "زمن".

<<  <  ج: ص:  >  >>