للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا ليتَني أجهَدْتُ نحوك عِرْمِسا ... حتى أكونَ لدى الضّريح مُعَرِّسا

وأُقبِّلَ الجُدُراتِ ثَغْرًا ألعسا ... مَن لي بحُسنِكَ كلّما اعتَكرَ الأسى

في النَّفْس فاشتَملَتْ على كُرُباتِها

شَنَّفْتَ بالذِّكْرِ الحكيم مَسامعا ... وأَرَيْتَ أنفُسَنا الظِّماءَ مَشارِعا

ومَنابِعًا ومرابعًا ومَراتِعا ... يا غافرًا لذنوبِنا يا شافعا

في المُهلِكاتِ الشُّوسِ من تَبِعاتِها

بكَ يا مُشفَّعُ كان فوزُ قِداحِها ... وبكَ استبانَتْ أَوْجُهًا لنَجاحِها

يا رحمةً آوَتْ لظلِّ جناحِها ... يا ضارعًا في هَدْيِها وصَلاحِها

يا مُتعبَ الخَطَراتِ في أرَجاتِها

رَفَّتْ نفوسٌ أنت مالكُ رِقِّها ... صَدَقتْ فأُورِثَتِ الجِنانَ بصِدقِها

وقَفَتْ سبيلَك فاهتبَلْتَ بحقِّها ... يا باذلًا آناءَه في عِتْقِها

يا راحضَ الأدناسِ عن خَطَراتِها

أوَرَثْتَها لتحُطَّ من أوزارِها ... وتُشيدَ صَرْحَ عَلائها وفَخارِها

مهما تَغَلْغلَ في ذُرى استغفارِها ... يا ماحيَ التكليفِ عن أفكارِها

يا دافعَ التشبيهِ عن لَحظاتِها

وعقَلْتَ حين أقَلْتَ من عثراتِها ... خُطُواتِها عن مدِّها لِهَناتِها

ودرَأْتَ حَدَّكَ عن ذوي هيئاتِها ... يا آخِذًا ما ليس في شُبُهاتِها

يا تاركًا للبحثِ عن نَزَعاتِها

عَرَّفْتَ جاهلَها الذي لم يَنْبُهِ ... بإلهِهِ وبرُسْلِهِ وبكُتْبِهِ

وجلَوْتَ بالأنوارِ ظُلمةَ قلبِهِ ... يا مُورِثَ التنزيهِ ما انفرَدتْ بهِ

يا مُرضِيًا كرَمًا مُلحَّ عُفاتِها

<<  <  ج: ص:  >  >>