للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن بعض هذه البلادِ أو من غيرِها من بلاد المشرِق: أبو بكر بنُ عليِّ بن مَكارم بن فِتْيان الأنصاريُّ الدِّمشقيُّ الشافعي، وكمالُ الدين أبو الحَسَن علي بن شُجاع بن سالم القُرَشيّ العبّاسي الضَّرير، وكتَبَ عنه بإذنِه: عبدُ القوي بن عَطايا بن عبد القويّ بن عطايا القُرَشي، وعيسى بن مُظَفَّر بن عبد الله العبّاسي، ومحمد بن إبراهيمَ بن عبد الواحد المَقْدِسي مدرِّسُ الحنابلة، ومحمودٌ الدِّمشقي، وغيرُهم يزيدون على المئة، قال: وقد استَوْفَيْتُ ذكْرَهم في جُزءِ مشيَختي، كذا قال ولم أقفْ عليه، وإنّما استخرجتُ هؤلاءِ المذكورينَ هنا من برنامج رواياتِه التي بعَثَ بها إليّ محملاً في ولبنيَّ إيّاه (١). وقال في قريبٍ من آخِره: وكلُّ من ضمَّنتُ ذكْرَه في هذا التعليق ممّن ذكَرتُ أنّي أخذتُ عنه عَمَّمَ في بالإجازةِ فيما رواه وألَّفه مِمّن له تأليفٌ منهم إلا أبا الحَسَن الحَفّارَ والأستاذَ أبا جعفر بنَ خَلَف -قلت: هو ابنُ خديجة- أنها الحَفّارُ فلم تتّفقْ إجازتُه معَ كثرة قراءتي عليه لموتِه وأنا غائبٌ عن غَرْناطة، وأمّا الأستاذُ أبو جعفر فلازمتُه ولم تتّفقْ منه الإجازة.

قال المصنِّفُ عَفَا اللهُ عنه: وذكَرَ عقِبَ ذلك الفصل روايتَه "الأربعين" للسِّلَفِي عن أبي زيد العَشّابِ، وتَعْقيبَه في أصولِ الفقه والعربيّة على أبي عبد الله العَبْدَريِّ الصُّوفي وإنشادَه إياه، فلم يُسمِّهما في جُملة شيوخِه الذين ذكَرَهم في صَدر برنامَج رواياتِه المشار إليه؛ لأنّ أبا زيد لم يُجِزْ له، وأبا عبد الله لم يكنْ يقولُ بالإجازة.

رَوَى عنه جماعةٌ من أهل بلدِه وطائفةٌ من الراحِلينَ إليه من أقطار الأندَلُس وغيرِها، وكتَبَ إليّ وإلى بنيّ بإجازةِ ما رواهُ وما ألَّفه مطلقًا، وهو الآنَ متصدِّرٌ لإقراءِ كتاب الله تعالى وإسماع الحديث وتعليم العربيّة وتدريس الفقه، عامرًا بذلك عامّةَ نهارِه، عاكفًا عليه، مُثابِرًا على إفادةِ العلم ونَشْرِه، انفرَدَ بذلك في بلدِه قاعدةِ جزيرةِ الأندَلُس وصارتِ الرّحلةُ إليه.


(١) قال ابن الزبير في صلة الصلة أثناء ترجمته لابن عبد الملك: "واستجازني قبل سنة ثمانين وبعد ذلك، فكتبت له مرارًا، واستوفى جملة من تواليفي استنساخًا، وتكرر في سؤاله فيما يرجع إلى باب الرواية" (٣/الترجمة ٣٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>