وأوحشتُمُ فالكلُّ في الأُذْنِ نائحٌ ... لديَّ وآفاقُ الوجودِ [فِسَاحُ]
وما تَفضُلُ الأيامُ أُخرى بذاتِها ... ولكنّ أيامَ المِلاح مِلاحُ
خرَستُ عن الشكوى إليكمْ مهابةً ... وألسُنُ حالي بالغرام فِصَاحُ
تمتُّعُ لَحْظي سُنّةٌ في جَمالِكمْ ... فإنْ لاحظَ الأغيارَ فهو سِفاحُ
ويا عجَبًا أنّي أسيرٌ وأنّني ... أناشدكُم أنْ لا يُتاحَ سرَاحُ
إذا هزَّ أربابُ السَّماع تواجُدٌ ... فحَظِّيَ منه زفرةٌ وصياحُ
فها أنا عندَ الباب مُنُّوا أو اطرُدوا ... فما ليَ عنهُ كيف كان بَراحُ
وقولُه فيها أيضًا [من الطويل]:
غرامي دَعَاني والعَذُولُ نَهاني ... فوَجْدٌ وعذلٌ كيف يجتمعانِ؟!
أمَا عَلِما أنّي على الشَّحطِ والنَّوى ... مقيمٌ، وأنّي والهوى أخَوانِ؟
يقولان لي: من ذا دَعاك لِما نَرى؟ ... فقلت: دَعاني حبُّه، فدَعاني
ضمانٌ على قلبي الأسى بعدَ بُعدِهمْ ... إذا لم يكنْ يومَ اللِّقا بضمانِ
أُعلِّلُ نَفْسي بالسُّلوِّ تعلُّلًا ... وتلك أمانٍ ما بهِنَّ أماني
إذا خَفَقَ البَرْقُ اليماني بأُفْقِكمْ ... أُقابلُ ذاك الخَفْقَ بالخَفَقانِ
وإن هَمَلتْ مُزنُ السّحابِ بأرضِكمْ ... يُغالبُها دمعي على الهَمَلانِ
رعَى اللهُ جِيرانَ العُذَيبِ وأهلَهُ ... وإن أَتْرَعُوني من هوًى وهَوانِ
همُ وَعَدوا بالغَوْر، ثم تَراوَغوا ... وهمْ عنفوا بالنّعفِ من بدلانِ
وصَدّوا على صدِّي وبالخَيْفِ خَوّفوا ... وبانوا بذاتِ البَيْنِ صوبَ أبانِ
لئن حُجِبوا عن ناظري فكأنّهمْ ... لقلبي يَراهم فيه رأيَ عِيانِ