تغير وقتي بعدكم فكأنما ... صباحي مساء والمساء صباح إلى حد المستوخم الغث، وحيز المستهرم الرث، وجانب التعمل لتنقيح المباني دون تصحيح المعاني، وكان من اختلاف المعنى وفساد النظم بحيث لا يخفى؛ ذلك لعدم تساوي طرفي القضيتين وهما المساء والصباح في انعكاس أحدهما على الآخر أو وضعه له بحسب السياق، وذلك هو قبوله وصفه موضعه، وذلك أن دلالة السياق فيه هي الإخبار بشدة الحزن الموجب تغير وقته، فصار الصباح مساءً أي أظلم له الصبح، فهذا صحيح مناسب. فأما عكس هذا وهو وضع المساء للصباح وحمل الصباح عليه وقبول كل واحد منهما موضع صاحبه وهو أن المساء صباح فمبعزل عن الحزن مناقض له. فقد قصر أحد الجزءَين بحسب دلالة السياق على آخر في الحمل وقبول وصفه وموضعه لفساد المعنى؛ فلذلك ينبغي أن يتحفظ بهذه الشريطة وإلا غلطنا فأدخلنا في هذا النوع ما ليس منه". المنزع البديع: ٣٨٧ ط. مكتبة المعارف. وقد يدل الاستشهاد المذكور على شيء من شهرة شعر ابن المُحلي وسيرورته.