للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن سَعِدتُ فلا عُسْرٌ يُعنِّتُني ... فالسَّعدُ يُنبِطُ عَذْبَ الماءَ في الحَجَرِ

ثُم السلامُ عليكمْ طيِّبًا عَطِرًا ... ما خَطَّطوهُ بوَصْفِ الطِّيبِ بالعطرِ

ومنه، يؤنِّسُ أبا القاسم بنَ بَقيّ رحمه اللهُ من جريرةٍ جَرَّها عليه أبو عِمرانَ موسى بن أبي عبد الله الفازَازيّ، والتزَمَ موسى [الطويل]:

أبا قاسمٍ لا تَكترِثْ لمساءةٍ ... أَتتْك، وقد كان المُسيءُ بها موسى

جَنابُك مخضَرُّ الجِنانِ فلا تكُنْ ... تَولَّعُ عِشقًا بالجِنايةِ جاموسا

وَهَى عَقْلُهُ فاستَحْكَمَتْ هَفَواتُهُ ... وحالَفَ منكورًا فخالَفَ ناموسا

وحَسْبُكَ منهُ كلَّ يومِ وليلةٍ ... يُمَدُّ ويُطْوَى مثلَ فعلِك بالمُوسى

هو الحَكَمُ المُحيي فَمَا الجَوْر مُذْ غدا ... به العدلُ مَيْتًا في ثَرى الجهلِ مرموسا

ومنه، وقد أهدَى إلى بعض أصحابِه أقلامًا [الطويل]:

إليكَ بها نُحْلَ الجُسوم ضئيلةً ... تقومُ بأعباءِ الأمورِ الجسائمِ

أنابيبُ خَطٍّ يَنْثني عن قِصارِها ... على طُولِه الخَطِّيُّ بادي اللَّهاذمِ

فكم قلم دانَتْ بطاعةِ أمرِهِ ... مُقيمًا بأقصاها جميعُ الأقالمِ

فَصُرْها أبا عبد الإلهِ وسِرْ بها ... لإحرازِ أنفالٍ وحَوْزِ مغانمِ

هديّةَ ذي وُدٍّ يوَدُّ لوَ انّها ... مُشفَّعةٌ بالنَّيِّراتِ الأعاظمِ

ومنه، في وَصْف شعرٍ له [من الكامل]:

شِعرًا تَرى الأشعارَ جابَتْ أرضَها ... أسماهُ للشِّعرى العَبورِ عَبورُ

طَمِعَ العَييُّ لجهلِه في سَهْلِهِ ... وانْبَتَّ عن تحريرِهِ النِّحريرُ

ويحِقُّ لي إذ فَتَّ حاتِمَهُمْ ندًى ... ألّا يُجاريَني إليكَ جَريرُ

فلئن سُرِرتَ بقولِهم لك: مُنعِمٌ ... لَأنا أسَرُّ بأنْ يقالَ: شَكورُ

<<  <  ج: ص:  >  >>