للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رَوى عن أبي الحَسَن اللَّخْميُّ وأبي زكريّا الشِّقراطسيِّ، وأبي عبد الله المازَريّ، وعبد الجليل الرَّبَعيّ.

رَوى عنه أبو الحَسَن [ابنُ] إسماعيل بن حرزهُم (١)، وأبَوا عبد الله: ابنُ عبد المُعطي الأَذَنيُّ [وأبو عِمرانَ] ابنُ حَمّاد الصُّنْهاجيُّ، وأبو بكر ومحمدٌ ابنا [مخلوفِ بن خَلَف الله].

وكان متقدِّمًا في المعرفة بعلم الكلام وأصُول الفقه [يَميلُ إلى النظر والاجتهاد] ولا يَرى التقليدَ، ولمّا لقِيَ أبا الحَسَن اللَّخْميَّ سألهُ: ما جاء بك؟ [فقال: جئتُ] أنسَخُ كتابَك "التبصِرة"، فقال له: إنّما تريدُ أن تحمِلَني في كُمِّك (٢) إلى المغرِب، [أو كلامًا هذا] معناه، يشيرُ إلى أنّ عِلمَه كلَّه في هذا الكتاب.

وكان من أهل الفَضْل [يَهتدي بهَدْي] السَّلَف الصّالح، ذا حَظّ من الأدب وقَرْض الشّعر (٣)، وكلامُه كلُّه جَزْلٌ عَوِيص على الفَهْم عسيرُ الإفادة، ومن نَظْمِه في تارِك الصلاة [من الكامل]:

في حُكم مَن ترَكَ الصّلاةَ ... وحُكْمُهُ إنْ لم يُقرَّ بها كحُكم الكافرِ

وإذا أقرَّ بها وجانَبَ فعلَها ... فالحُكمُ فيه للحُسام الباترِ

ومن الأئمةِ من يقولُ بكُفرِهِ ... يَقضي له في حُكمِه بالظاهرِ

وأبو حنيفةَ لا يقول بقتلِهِ ... ويقول بالضّربِ الوجيعِ الزاخرِ

هذي رواياتُ الأئمة كلُّها ... وأجَلُّها ما قلتُهُ في الآخِر

المسلمونَ دماؤهمْ معصومةٌ ... حتى تُراقَ بمستبينٍ باهرِ

مثلَ الزِّنى والقتلِ في شَرْطَيْهما ... وانظُرْ إلى ذاك الحديثِ السائرِ


(١) سقطت [بن] وتحرفت حرزهم إلى جوهر في الأصل.
(٢) كذا في الأصل وفي مصادر أخرى: "في كفك"، وهما بمعنى.
(٣) انظر بعض شعره في تحفة القادم لإبن الأبار ص ٩، والخريدة للعماد ٤/ ١: ٤٠٦ - ٤٠٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>