للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأخبَرني الإمامُ الأوحد تقيُّ الدِّين أبو الفَتْح محمدٌ ابن الإمام مَجْد الدِّين أبي الحَسَن عليّ بن وَهْب بن مُطيع بن أبي الطاعة القُشَيريُّ ابنُ دَقِيق العِيد مُكاتبةً من مِصْرَ (١)، قال: أنشَدَني الفقيهُ المفتي هارونُ بن عبد الله بن هارون بن الحُسَين بن أحمدَ المَهْرانيُّ قديمًا، قال: أنشَدَني الفقيهُ الإمام العالِم أبو الحَسَن ابن المُفَضَّل المقدِسيُّ لنفسِه (٢) [من الكامل]:

خَسِرَ الذي تَركَ الصّلاةَ وخابا ... وأبَى معادًا صالحًا ومآبا

إن كان يَجْحَدُها فحَسْبُك أنهُ ... أمسَى بربِّك كافرًا مُرتابا

أوكان يترُكُها لنوع تكاسُلٍ ... غَشّى على وجهِ الصوابِ حِجَابا

فالشافعيُّ ومالكٌ رَأَيا لهُ ... -إن لم يَتُبْ- حَدَّ الحسام عِقابا

ومن الأئمّة من يقولُ بأنهُ ... لا يُنتهى عنهُ وإن هُو تابا

إيهٍ ومنهم من يقولُ بقتلِهِ ... كُفرًا ويَقطَعُ دونَهُ الأسبابا

وأبوحنيفةَ قال يُترَكُ مرّةً ... هَمَلًا ويُحبَسُ مرّةً إيجابا

والظاهرُ المشهورُ من أقوالِهِ ... تأديبُهُ زَجْرًا لهُ وعقابا

والرأيُ عندي أن يؤدِّبَه الإما ... مُ بكلِّ تأديبٍ يراهُ صَوابا

ويكُفَّ عنه القتلَ طولَ حياتِهِ ... حتى يُلاقي في المآبِ حسابا

فالأصلُ عِصمتُه إلى أنْ يَمتطِي ... إحدى الثلاث إلى الهلاكِ ركابا:

الكُفْرَ أو قتلَ المكافئ عامدًا ... أو محُصَنٌ طَلَبَ الزّنى فأجابا (٣)


(١) يبدو أن مكاتبة ابن دقيق العيد للمؤلف جاءت بعد أن عرّفه به العبدري (انظر رحلته ص ١٤٠ وسنده في هذه المنظومة ص ١٤٣ - ١٤٤).
(٢) هو علي بن المفضل المقدسي المتوفى سنة ٦١١ هـ.
(٣) وردت هذه القصيدة في رحلة العبدري، ودرة الحجال ٢/ ١٨٥ ومنها أكملنا المحو الموجود في نسختنا.

<<  <  ج: ص:  >  >>