للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وابن مُدِير، وتَلا عليه. وبها وبجَيّانَ عن أبي عامرٍ محمد بن حَبِيب، وبالمَرِيّة عن أبي الأصبَغ عبدِ العزيز بن شَفِيع، وأبي بكر بن المُفرِّج، وبها أو بغيرِها من بلاد الأندَلُس عن أبي القاسم خَلَف بن محمد بن عِقَال.

ثُم رَحَلَ فحجَّ ثلاثَ حَجّات أُولاهُنّ في موسِم خمس مئة، ورَوى في وِجهتِه بقَلْعةِ حمّاد عن أبي بكرٍ عَتِيق بن محمدٍ الرداني، وبالمَهْدِيّة عن أبي القاسم ابن الفَحّام، وبأَطْرابُلُسَ عن عبد المجِيد بن محفوظ، وبالإسكندَريّةِ عن أبي عليّ الحَسَن ابن البلّميمة، وبمِصرَ عن أبي الفَضْل سلامةَ بن أبي عبد الله القُضَاعيِّ وحَيْدَرةَ بن عليّ العَسْقلاني وأبي عُمرَ عثمانَ بن الطيِّب الفَرَميّ، وبإخْمِيمَ عن أبي محمدٍ عبد القويّ بن محمد الجَنْجَالي وصَحِبَه مُسافرًا في مَرْكَب منها إلى قُوص، وبمكّةَ كرَّمها اللهُ عن أبي الحَسَن رَزِين بن مُعاوية وصَحِبَه مُدّةَ مقامِه بها وأبي [علي] (١) ابن العَرجاء وأبي منصُور مَنْتانَ بن خُرَّزاذَ الهمذانيِّ مصنِّف "قصّة يوسُف"، قال: وكنتُ أكتُبُ إليه وقتَ تأليفِه إياه بإملائه أو أُمسِكُ عليه المُسَوَّدةَ وَيكتُب؛ وصَحِبَ بها الإمامَ أبا حامدٍ الغَزّاليَّ وسمِعَ منه أكثَرَ "الموَطَّإ" روايةَ ابن بُكَيْر وجُملةً من فوائدِه، ودَعَا له أن يُمتِّعَه اللهُ فأُجيبَت دعوتُه.

وجال في بلاد العراق والحِجاز والشّام ومصرَ، وشاهدَ غرائبَ كثيرةً، ولقِيَ في تَجْوالِه أعلامًا كُبَراءَ لم يُعْنَ بالأخذِ عنهم، إذْ لم يكنْ لهُ كبيرُ اهتبالٍ بشأن الرِّواية، وأقام بسِيرَفاذَ (٢) شريعة بيتِ المقدِس تسعةَ [٤٢ ظ] أشهر يُعلِّمُ فيها القرآنَ، ثم قَفَلَ إلى المغرِب فلَقيَ بتِلمسين (٣) أبا بحرٍ الأسَديَّ ورَوى عنه، ثم وَرَدَ مدينةَ فاسَ في غُرّة رَمَضانِ ثلاثٍ وخمس مئة ابنَ ثمانٍ وعشرينَ سنةً، ولَقِيَ بها أبا القاسم خَلَف بن يوسُف ابن الأبرَش، واشتَرى فيها دارًا وبنَى مسجدًا وتزوَّج، وذلك كلُّه عامَ قدومِه فاس.


(١) بياض وفي النسخ، واستفدنا كنيته من ترجمته، وهو الحسن بن عبد الله بن عمر القيرواني.
(٢) هكذا في النسخ وصحح عليها ناسخ ح.
(٣) في م: "تلمسان" وكله صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>