للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورَحَلَ في آخِر ذي حِجّةٍ من سنةِ ثمانٍ وسبعينَ وخمس مئة، وحَجَّ مرَّتَيْن وجاوَرَ بمكّةَ كرَّمَها اللهُ، ولقِيَ بها أبا حَفْص المَيَانِشيَّ، وأبا الطيِّب عبدَ المُنعم بنَ يحيى بن الخَلُوف، وبالإسكندَريّة أبا الثناءَ حمّادَ بنَ هِبة الله بن حَمّادٍ الحَرّانيَّ، وأبا الحَسَن بن عَتِيق القُرطُبيَّ، وأبوَيْ عبد الله المُحمدَيْن: ابنَ أبي بكرٍ محمدَ بن الحَسَن الرَّبَعيَّ الكِركنْتي والحَضْرَميّ، وأبا المُفضَّل عبدَ المجيد بن الحُسَين ابن الحَسَن بن يوسُفَ بن دُلَيْل الخَطّي الكِنْديَّ الإسكندَرانيّ، وأبا محمد عبدَ العزيز بن عيسى بن عبد الواحد بن سُليمانَ اللَّخْميَّ الشَّرِيشيَّ الأصل، وببجَايَةَ أبا محمد عبدَ الحقّ ابن الخَرّاط، فأخَذَ عنهم. وأجاز له: أبو القاسم سعيدُ بن سُليمانَ بن سَعيد بن أحمدَ بن عبّاس بن بلال الكِنْديُّ الكُوفيّ، وأبو محمدٍ عبدُ العزيز بن فارِس بن عبد العزيز (١) الشَّيْبانيُّ وغيرُهم. وفي شيوخِه كثْرة. وعاد إلى بلدِه سنةَ ستٍّ وثمانين.

رَوى عنه سِبْطُه أبو محمد بنُ أبي جعفرِ بن عبد الله، وأبو الحَسَن ابنُ الجَوْهريّ، وأبو عبد الله ابنُ الأبّار، وأبو عبد الرّحمن عبدُ الله بن القاسم بن زغبوش المِكْنَاسيّ، وأبو القاسم أحمدُ بن نبيل. وحدّثنا عنه القُضاةُ: أبو الحَجّاج ابن حَكَم، وأبو العبّاس بن محمد ابن (٢) الغَمّاز -وهُو آخِرُ الرُّواة عنه وفاةً- وأبو عليّ ابنُ الناظِر.

وكان مُقرئًا مجوِّدًا للقرانِ أدَّبَ به دَهْرًا ثُم ترَكَ ذلك، محدِّثًا حَسَنَ السَّمت، منقبِضًا راجحَ العقل، فاضلًا صالحًا، وَليَ الصلاةَ بجامع بَلَنْسِيَةَ والخُطبةَ به نحوَ أربعينَ سنةً لم يُحفَظْ عنه سَهْوٌ فيها إلّا في النادر، وخَطَبَ به مُنفردًا إلى أن أسَنّ فناوَبَه جماعةٌ، ثم اعتَزلَ صَلاةَ الجَهْر مُدّةً لضَعْفِه وكَبْرتِه، واختُلطَ قبْلَ موتِه بأزَيدَ من عام، فأُخِّر عن الصّلاة عند فَراغِه من صلاة الظّهر


(١) بن فارس بن عبد العزيز: سقطت من م ط.
(٢) ابن: سقطت من م.

<<  <  ج: ص:  >  >>