للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذيَّلَها القاضي أبو أُميّةَ بن عُفَيْر بما أنشَدَناهُ على شيخِنا أبي الوليد ابنِه رحمهما الله، وهو [الكامل]:

ولربَّما ذَكَرَ المُحبُّ حبيبَهُ ... بشبيهِهِ فغَدَا له مُتَصَوِّرا

أوَ ما رأيتَ الصُّحْفَ يُنْقَلُ حُكْمُها ... فيُوافقُ المُتقدِّمُ المتأخِّرا؟!

والمرءُ يهوَى بالسَّماعِ ولم يكنْ ... لِحُلى الذي قد هام فيه مُبْصِرا

ويظُنُّ حين يَرى اسمَهُ في رُقعةٍ ... أنْ قد رَأى فيها الحبيبَ مُصَوَّرا

لاسيّما في حقِّ نَعْل لم تَزَلْ ... صَوْناً لأخمصِ خيرِ مَنْ وَطِئَ الثّرى

فعساكَ تَلْثُمُ في غدٍ مِنْ لَثْمِها ... كأسَ النبيِّ إذا ورَدْتَ الكَوْثَرا

ومن شعرِ أبي الحَسَن بن سَعْدِ الخَيْر البديع قولُه في دُولاب (١) [الكامل]:

لله دولابٌ يَفيضُ بسَلْسَلٍ ... في رَوْضةٍ قد أينَعَتْ أفنانا

قد طارحَتْهُ بها الحمائمُ شَجْوَها ... فيجيبُها ويُرجِّعُ الألحانا

وكأنه دَنِفٌ يَدورُ بمعهدٍ ... يَبكي ويَسألُ فيه عمَّنْ بانا

ضاقتْ مجاري جَفْنِهِ (٢) عن دمعِهِ ... فتفتَّحتْ أضلاعُهُ أجفانا

وقولُه في رُمّانةٍ مشقَّقة، وهو من التشبيهاتِ العُقْم (٣) [المتقارب]:

وساكنةٍ من ظلالِ الغصونِ ... بخِدْرٍ تَروقُكَ أفنانُه

تُضاحِكُ أترابَها فيه لمّا ... غَدَا الجوُّ تَدمَعُ أجفانُهُ

كما فَغَرَ اللَّيثُ فاهُ وقد ... تَضَرَّج بالدمِ أسنانُهُ


(١) الأبيات في تحفة القادم: ٥٣، وزاد المسافر، والمغرب، والرايات، والنفح.
(٢) اقترح المعلق على ح كان يضع بدلها: طرفه.
(٣) تحفة القادم: ٥٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>