للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأتاه عقِبَ صلاة الجُمُعة من ذلك اليوم بقصيدةٍ فريدة تَنيفُ على [....] (١) بيتًا، أوّلُها [المتدارك]:

أَبعَيْدَ الشيبِ هوًى وَصِبا ... كلّا لا لهوَ ولا لَعِبَا

ووَقَفَ على قبرِ أبي بحرٍ صَفْوانَ بن إدريسَ فقال مُرتجِلًا [الوافر]:

أبا بحرٍ سلامُ الله يَتْرَى ... عليكَ وإن تكنَّفَكَ الحِجَابُ

أَحُومُ على كَنِيِّكَ لست أرْوَى ... وأقْرَعُ في سَميِّكَ لا أُجابُ

دَنَتْ بكَ شُقَّةٌ ونأَى مَحلُّ ... فسِيّانِ انتزاحٌ واقترابُ

فحَسْبي أنْ أُرقرِقَ دمعَ عيني ... وتُسعِدُني السَّحائبُ والصِّحابُ

ووقَفْتُ على قولِ الكاتبِ أبي عبد الله بن عَيّاش في ذمِّ بَلَنْسِيَةَ (٢) [الطويل]:

بَلَنْسِيَةٌ بِينِي عن القلبِ سَلوةً ... فإنكِ أرضٌ لا أحِنُّ لزَهْرِكِ

وكيف يُحبُّ المرءُ دارًا تقَسَّمتْ ... على صَارِمَيْ جُوع وفتنةِ مُشرِكِ

فقال يُردُّ عليه، وهُو لُزومي (٣) [الوافر]:

بَلَنْسِيَةٌ نهايةُ كلِّ حُسْنٍ ... حديثٌ صَحَّ في شرقٍ وغربِ

فإن قالوا: محَلُّ غلاءِ سِعْرٍ ... ومَسْقِطُ دِيمَتَيْ طَعنٍ وضَرْبِ

فقُلْ: هيَ جنَّةٌ حُفَّت رُبَاها ... بمكروهَيْن: من جُوعٍ وحربِ

مولدُه ببَلَنْسِيَةَ في رَمَضانِ أحدٍ وخمسينَ وخمس مئة، وتوفِّي بها عِشاءً -وقيل:

بعدَ هَدءٍ- من ليلة الاثنينِ السابعةَ عشْرةَ من شعبانِ ثِنتَيْنِ وعشرينَ وست مئة،


(١) بياض في النسخ، وأورد ابن الأبار في تحفة القادم (٤٦) جملة صالحة من هذه القصيدة.
(٢) البيتان في ياقوت "بلنسية" ونسبهما لإبن حريق، وفي زاد المسافر (الترجمة رقم ٧).
(٣) الأبيات في ياقوت "بلنسية"، وزاد المسافر.

<<  <  ج: ص:  >  >>