للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أسحارُهُ أسحارُ أربابِ النُّهى ... وهكذا الآصالُ إيصالُ المُنَى

رَعْيًا لإخوانِ الصَّفاءِ إنّهمْ ... أكرَمُ عِلقٍ في الحياةِ يُقتنَى

وأين همْ قد (١) ذَهَبتْ أشخاصُهمْ ... لم يبقَ منهمْ بعدَهمْ إلّا الكُنَى

هيَ استعاراتٌ كمِثلِ الشِّعرِ لا ... يفعَلُ ما قال إذا ما امتُحِنا

لكنّما ابنُ الفَضْلِ فيهمْ نُدرةٌ ... ولستُ بالفَذّ أُحاجي اللَّسِنا

إذا وَصَفْتُ بالصفاءِ نَفْسَهُ ... عَبَّرَ عنّي جِدُّهُ وبَيَّنا

إن انتمَى فالفضلُ من آبائهِ ... إذا عرَفْتَ الأصلَ تدري ما الجَنَى

إيهٍ وإنْ سوَّفَ فيه دهرُهُ ... فالدهرُ قد كان يعُقُّ الفِطَنا

وما رماحُ الخَطِّ إلّا خَشَبٌ ... ما لم تكنْ مُشْرَعةً لِتَطْعَنا

لا يُنْكَرُ الفَلُّ على بِيضِ الظِّبا ... نعَمْ ولا عَضُّ الثِّقافِ للقَنا

بينَ الحظوظِ والأديبِ فِتَنٌ ... ثَكِلتَها ألا استحالتْ هُدَنا

هذا المُجِيدُ لا أبو تَمَّامِهمْ ... إذا ثَوى في نَجْدِهِ واستَوطَنا

وما يضَرُّ السيفَ أضحَى ماضيًا ... ألّا يكونَ مُنتَماُه اليَمَنا

هُوَ الذي أفادنيهُ زَمَني ... فكيف بالله أذُمُّ الزَّمنا؟!

وخيرُ مايَكتسِبُ المرءُ أخٌ ... يَرى به سرَّ الوفاءِ عَلَنا

فيا شقيقي نِسبةً إنِ ارتَقَتْ ... موالدُ الآدابِ أن تجمَعَنا

هاتِ الحديثَ عن نهارٍ مُونِقٍ (٢) ... مصقولِ وَجْهِ الجوِّ لمّاعِ السَّنا

وفتيةٍ قد أثمرَتْ أنفُسُهمْ ... فرائقُ (٣) الأفعالِ منهمْ يُجتنَى


(١) في م ط: "إذ".
(٢) "مونق": سقطت من م ط.
(٣) في ح م ط: "حدا ففي".

<<  <  ج: ص:  >  >>