للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رَوى عنه أبوا الحُسَين: ابن أُخيه وعُبَيد الله الدايريّ، وأبو جَعْفر بن يحيى المآلَقيّ، وآباءُ عبد الله: ابنُ أحمدَ الزُنْديّ المُسَلْهَم وابنُ [١٣٦ ظ] أبي يحيى أبو بكر المَوَّاقُ، وابنا عَبْدَي الله: ابنُ محمد الأنصاريُّ الجُذَاميُّ الكُتَاميُّ وابنُ عليّ بن عساكر، وأبو عَمْرٍو عبدُ الواحِد بن تَقِيّ (١). وحدَّثنا عنه شيوخُنا: أبو الحَسَن الرُّعَيْنيُّ، وأبَوا علي: الحَسَن بن علي الماقريّ والحُسَين ابن الناظر، وأبو محمد ابن القَطّان.

وكان من أهل التفنُّن في العلوم والتوسُّع في المعارف، مُقرِئًا عارِفًا مجُوِّدًا محدِّثًا مُكثِرًا تامَّ العناية بتقييدِ الحديث، عَدْلًا ثقةً، نَحْويًّا متقدِّمًا بارعًا، أديبًا حافظًا، فاضلًا صالحا وَرِعًا، أقرَأَ القرآنَ ودرَّسَ العربيّةَ والأدبَ طويلًا بسَبْتَة، ثُم استدعاه أهلُ مالَقةَ بعدَ ارتحالِ السُّهَيْليِّ عنها -وقيل: بعدَ موتِه- للتدريس بها والإقراءِ مكانَه، فأجابَهم إلى ذلك، واستقَرَّ بها إلى أن توفِّي، وله على "جُمَل" الزَّجّاجيِّ شَرْحٌ جيِّد أفاد به. وكان (٢) بينَه وبينَ الأستاذِ أبي محمد ابن القُرطُبيِّ من التنافُس ما يكونُ بين المتوارِدَيْنِ على مَشْرَعٍ واحد -إذ كانا المشارَ إليهما بمالَقةَ- أفضَى بهما إلى ردِّ كلِّ واحد منهما على صاحبِه في أكثرِ ما يَصدُرُ عنه، إلى أن توفِّي أبو محمد فانفَردَ أبو عليّ برياسةِ الإقراء. ومن ذلك: ردُّ أبي محمدٍ على أبي عليّ في أسانيدِ إجازةٍ كتبَها أبو عليّ لبعض الطَّلبة ذكَرَ أبو محمدٍ أنه وَهِم في مواضعَ منها، وألَّفَ في ذلك كتابَه المسمَّى بـ "المُبدي خطأَ (٣) الرُّنْدي" (٤). وكذلك كان بين أبي عليّ وأبي الحَسَن بن خَرُوف تنازُعٌ في مسائلَ تفسيريّةٍ ونَحْويّة ظَهَرَ فيها شُفوفُ أبي عليّ وتبريزُه عليه، رحمهم اللهُ أجمعين (٥).


(١) هو أبو عمرو عبد الواحد بن محمد بن بقي بن محمد بن تقي الجذامي المتوفى سنة ٦٣٧ هـ، مترجم في تاريخ الإسلام ١٤/ ٢٤٥.
(٢) انظر السفر الرابع ص ١٩٠.
(٣) في السفر الرابع: "لخطإ".
(٤) رد الرندي على هذا بكتاب سماه: "الخبي في أغاليط ابن القرطبي".
(٥) في صلة الصلة: أن رده على ابن خروف كان انتصارًا منه لشيخه أبي زيد السهيلي.

<<  <  ج: ص:  >  >>