للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بكُورةِ شذُونة، وهو من وَلَد ضَمْرةَ بن كِنَانةَ بن بكرِ بن عبد مَنَاةَ بن كِنَانةَ بن خُزَيْمةَ بن مُدرِكة بن إلياسَ بن مُضَرَ بن نِزَار بن مَعَدِّ بن عَدْنان؛ بَلَنْسيٌّ نزَلَ أبوه شاطِبةَ، ثم استَوطنَ هو جَيّانَ ثم غَرْناطةَ ثم فاسَ ثم الإسكندَريّة، وأقام أثناءَ ذلك بسَبْته ومالَقةَ وغيرِهما حسبَما اقتَضَتْه الأحوال، أبو الحُسَين، وهُو سِبطُ أبي عِمرانَ بن عبد الرّحمن بن أبي تَليدٍ الشاطِبيّ.

رَوى أبو الحُسَين بالأندَلُس عن أبيه، وأبي الحَسَن بن محمد بن أبي العَيْش، وأبوَيْ عبد الله: ابن أحمدَ بن عَرُوس وابن الأصِيليّ، وأخَذَ العربيّةَ عن أبي الحَجّاج بن يبقى بن يَسْعُون، وبسَبْتَةَ عن أبي عبد الله بن عبد الله بن عيسى التَّميميّ السَّبْتِيِّ؛ وأجازَ له أبو الوليد يوسُفُ بن عبد العزيز ابن الدَّبّاغ.

وله رِحَلٌ ثلاثٌ من الأندَلُس إلى المشرِق حَجَّ في كلِّ واحدةٍ منها. وفَصَلَ عن غَرْناطةَ للرِّحلة الأولى أوّلَ ساعةٍ من يوم الخميس لثمانٍ خَلَوْنَ من شوّالِ ثمانٍ وسبعينَ وخمس مئة صُحبةَ أبي جعفر بن حَسّان، وحَجَّ سنةَ تسع وسبعينَ، وعاد إلى وَطَنِه غَرْناطةَ فوَصَلَ إليها يومَ الخميس لثمانٍ بَقِينَ من محرَّم إحدى وثمانينَ، ولقِيَ في هذه الرِّحلة جماعةً من أعلام العلماءِ وأكابرِ الزُّهّاد والفُضَلاء، منهم بمكّةَ، شرَّفها اللهُ: ضِياءُ الدِّين أبو أحمدَ عبد الوهّاب (١) بن عليّ بن عليّ ابن سُكَيْنةَ، وأبو إبراهيمَ إسحاقُ بن إبراهيمَ بن عبد الله الغَسّانيُّ التونُسيُّ وأبو حَفْص عُمرُ بن عبد المجِيد بن عُمرَ القُرَشيُّ المَيَانجِيُّ نَزيلا مكّةَ، وأبو جعفرٍ أحمدُ بن عليّ القُرطُبيُّ الفَنَكِيُّ وأبو محمد عبدُ اللّطيف بن محمد بن عبد اللّطيف الخُجَنْديُّ رئيسُ الشافعيّةِ بأصبَهانَ، وببغدادَ العالِمُ الواعظُ المُستبحِر أبو الفَرَج -وكَنَاه أبا الفضائل (٢) - ابنُ الجَوْزي، وحَضَرَ بعضَ مجالسِه الوَعْظيّة،


(١) في النسخ: "ضياء الدين بن أحمد بن عبد الوهاب"، وهو خطأ ظاهر، فالمقصود هو ضياء الدين عبد الوهاب ويكنى أبا أحمد، وهو بغدادي معروف توفي سنة ٦٠٧ هـ فينظر تاريخ ابن الدبيثي ٤/ ١٧١ والتعليق عليه.
(٢) في م: "أبو الفضل".

<<  <  ج: ص:  >  >>