للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يُعَنِّفُ حُجَّاجَ بيتِ الإلهِ ... ويَسْطو بهمْ سَطْوَةَ الجائرِ

ويكشِفُ عمّا بأيديهِمُ ... وناهيكَ من مَوقفٍ صاغرِ

وقد وَقَفوا بعدَما كوشِفوا ... كأنّهمُ في يدِ الآسِرِ

ويُلْزِمُهُمْ حَلِفا باطلاً ... وعُقْبى اليمينِ على الفاجرِ

وإنْ عَرَضَتْ بينَهمْ حُرمةٌ ... فليسَ لها عنهُ مِنْ ساترِ

أليس يخافُ غدًا عَرْضَهُ ... على الملِكِ القادرِ القاهرِ؟!

وليس على حُرَم المسلمينَ ... بتلك المشاهدِ من غائرِ

ولا حاضرٌ نافع زَجْرهُ ... فيا ذِلَّةَ الحاضرِ الزاجرِ

ألا ناصحٌ مُبْلِغٌ نُصْحَهُ ... إلى الملكِ الناصرِ الظافرِ

ظَلومٌ تَضَمَّنَ مالَ الزكاةِ ... لقد تَعِسَتْ صَفْقَةُ الخاسرِ

يُسِرُّ الخيانةَ في باطني ... ويُبدي النصيحةَ في ظاهرِ

فأوقعْ به حادثا إنهُ ... يُقَبِّحُ أُحْدُوثَةَ الذاكرِ

فما للمَناكرِ من زاجرٍ ... سِواكَ وبالعُرْفِ من آمِر

وحاشاكَ إنْ لم تُزِلْ رَسْمَها ... فما لكَ في الناسِ من عاذرِ

ورَفْعُكَ أمثالَها موسِعٌ ... رداءَ فَخارِكَ للناشرِ

وآثارُكَ الغُرُّ تبقَى بها ... وتلك المآثرُ للآثر

نذَرْتُ النصيحةَ في حقَّكمْ ... وحُقَّ الوفاءُ على الناذرِ

وحُبُّكَ أَنطقني بالقريضِ ... وما أبتغي صِلَةَ الشاعرِ

ولا كان فيما مضَى مَكسِبي ... وبئسَ البضاعةُ للتاجرِ

إذا الشِّعرُ صار شعارَ الفتَى ... فناهيكَ من لَقَب شاهرِ

<<  <  ج: ص:  >  >>