للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مِن تَرحُّمِه على الوالدِ والجَدّ: ورَحِمَ اللهُ تلك العِظامَ العِظام؛ وابنَ أحمدَ بن عُبَيد، والسّلاقيَّ، وابنَ عبد النُور، وابنَ مالكٍ الشَّرِيشيَّ، وابنَ أبي (١) زَمَنِين، وأبا (٢) عبد الله بنَ زَرْقُون، قال: وكان قد وَصَلَ هو وابنُه أبو الحُسَين بعدَ وفاة أبي بمُدّة إلى دارِنا زائرَيْنِ ومتفقِّدَيْنِ على عادتِهما معَه في حياته؛ وأبا عُمر بنَ عاتٍ، وأبوَيْ عَمْرو: ابن غياث وابن مَغْنِين، وآباءَ القاسم: الحَوْفيَّ وعبدَ الملِك بن بَدْرُون وابن عُذْرةَ، وكلُّهم أجاز له إلّا أخاه أبا بكرٍ فلم يَذكُرْ أنه أجازَ له. ومن شيوخِه سوى من ذكرَ: أبو عبد الله ابنُ النسرة، وأجاز له أبو زَيْدٍ السُّهَيْليّ ولم يحقِّق لُقِيَّه، وصَحِبَ أبا القاسم بنَ بَقِيّ نحوَ ثلاثينَ سنة.

وكتَبَ إليه مُجيزًا ولم يَلْقَه من أهل الأندَلُس وبَرِّ العُدوة: أبو بكر بنُ صَافٍ، وأبو الحَسَن ابن لُبّال، ونَجَبةُ، وأبو ذَرّ بن أبي رُكَب، وأبو الصَّبر الفِهْرِيّ، وآباءُ محمد: التّادَليُّ والحَجْريُّ وعبدُ الحقِّ ابن الخَرّاط؛ ومن أهل المشرِق آباءُ الطاهر: ابن عَوْف والخُشُوعيُّ والسِّلَفيّ، وأبَوا عبد الله: جُوبكارُ وابن أبي الصَّيف.

وقد جَمَعَ كتابًا ضمَّنَه التعريفَ بهم وبمَدارِكِهم في العلوم، وتبيينَ أحوالِهم وكيفيَّةَ أخْذِه عنهم، فضاع له عند خروجِه من إشبيلِيَةَ، رجَعَها الله، لمّا استَوْلَى عليها العدُوُّ، قصَمَه الله؛ ثُم جَمعَ بعدُ كتابًا في نحوِه [١٩٢ و] سَمّاه بـ "التَّذكِرة" اشتَملَ على نَيِّف وتسعينَ شيخًا أخَذَ عنهم مباشِرًا أو كَتْبًا، وانفردَ بالرّوايةِ عن طائفةٍ منهم، فكان آخِرَ الرُّواة عنهم، ولكنّ أبا جعفر بنَ الزُّبَير وَهِمَ في قولِه، وقد ذَكَرَ جماعةً من شيوخِه: وهو آخرُ مَن حدَّثَ عن هؤلاءِ باللِّقاءِ والمُشافَهة، فمنهم: الحافظُ أبو بكرٍ ابنُ الجَدّ، وأبو عبد الله بنُ زَرْقُون، وقد رَوى عنهما سَماعًا أبو جعفرٍ ابنُ السَّرّاج، وقد تأخَّرتْ وفاتُه عن أبي الخَطّاب بنحوِ خمسِ سنين، ومنهم: أبو جعفر بن مَضَاء، وقد سَمِع عليه ابنُ السَّرّاج المذكورُ وشيخُنا أبو القاسم البَلَويّ، وتُوفِّيا في عامٍ واحد، ومنهم: أبو عَمْرو بنُ غِيَاث،


(١) "أبي": سقطت من م ط.
(٢) في ح م ط: "وآباء"، والسياق لا يدل على ذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>