يحيى الأنصاريّ، وأبو البقاءِ صالحُ بن عليّ بن أبي بكرٍ الزَّنَاتيّ، وآباءُ محمد: عبد الله ابن سَعِيد بن يوسُفَ التُّوزَرِيّ وابن محمد بن سَعادةَ الدانيُّ وابنُ يحيى الإسكَنْدَرانيُّ وعبدُ العزيز بن عيسى بن عبد الواحِد، وأبو عُمرَ بن عاتٍ، وعبدُ الله بن إبراهيمَ ابن يوسُفَ الأنصاريّ، وعبدُ الغنيِّ بن ظافِر المِصْرِيّان، ومحمدُ بن أبي بكرٍ المساريّ بالأندَلُس، وأبو إسحاقَ الأوْسِيّ، وأبو بكر بنُ الطّيِّب، وأبو الحَجّاج بن أبي رَيْحانةَ، وآباءُ عبد الله: ابن جوبَر وابن سَعْدون وابنُ سَعِيد الطَّرّازُ والطَّنْجَاليُّ وابن محمد بن سَمَاعةَ، وأبو العبّاس بن محمد بن مَكْنونٍ، وأبو عَمْرٍو عبدُ الواحِد بن بَقِيّ، وأبو محمد بن عبد الرّحمن بن بُرْطُلُّه. وحدَّثنا عنه أبو إسحاق ابن القَشّاش وأبو جعفرٍ الطَّنْجاليُّ، رحمهما الله.
وكان ممّن أطال التَّجْوالَ في طلَب العِلم وأبعَدَ الرِّحلةَ في التماسِه بالأندَلُس وبَرِّ العُدوة وبلاد المشرِق: الأُبُلّةِ والإسكندَريّة ومصرَ والشّام والمَوْصِل والكوفةِ وبغدادَ ومكّةَ والمدينةِ، كرَّمَهما الله، وحَجَّ وقَفَلَ إلى الأندَلُس، وكان معدودًا في المُجوِّدينَ من مُقرئي القرآن، حَسَنَ التصَرُّف في طريقةِ الحديث، بَرَّ المعاملة، جميلَ العِشْرة، كثيرَ البِشْر، كريمَ الأخلاق، عَدْلًا ثقةً فيما يرَويه، وقد تكلَّم بعضُ المنافِسينَ عليه وغمَزَه بالاضْطِرابِ في روايته، وذلك ممّا لا ينبغي الالتفاتُ إليه ولا التعريجُ عليه، فقد رَوى عنه جِلّةٌ بالمشرِق والمغرِب ووَثّقوهُ واستجازُوه، وممّن حدَّث عنه بالإجازة أبو سُليمانَ بن حَوْطِ الله، وهو من أقرانِه، واستُقضيَ بدلايةَ مُدّةً، ثم وَليَ الخُطْبةَ بجامع قَصَبة المَرِيّة، إلّا أنه كان لا يُقيمُ إسنادًا، فقد حدَثَ عليه الوَهمُ في غيرِ إسناد، ولعلّ ذلك سببُ التكلُّم فيه.
قرَأْتُ على شيخِنا أبي إسحاقَ ابن القَشّاش (١) بمَرّاكُش، قال: قرأتُ على
(١) ابن القشاش هذا ولي قضاء الجماعة في عهد الموحدي، ولما ظهر له اختلال الأمور استعفى ووجه رسالة أوردها ابن عذاري في البيان المغرب (٤٦٦ - ٤٦٨ من قسم الموحدين).