للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأبي عَمْرٍو محمد بن عبد الله بن غِيَاث، وأبي القاسم بن بَقِيٍّ وأكثَرَ عنه، وابن الحَدّاد التونُسيّ، وأبوَيْ محمد: ابن حَوْطِ الله وعبد الحقِّ بن عبد الله بن عبد الحقّ، وأبي مَرْوانَ محمد بن أحمدَ الباجِيّ، لقِيَه بطَرِيفَ ومَرّاكُشَ وناوَلَه، والحاجّ القَلْفَاط وغيرهم.

[وكان] (١) محدِّثًا مُكثِرًا متّسعَ الرِّواية أديبًا، من أبرَع الناس خَطًّا، عاقِدًا للشُروط، جَمّاعةً للكُتُب وفوائدِ الشّيوخ، نسّابةً لخطوطِ العلماء، ذاكرًا للتواريخ، حَسَنَ المُحاضَرة، جميلَ اللِّقاء، جالَسْتُه مرّات؛ وكان صديقًا لأبي رحمَهُ اللهُ، ولإكثارِه غَمَزَه بعضُ أشياخِنا وتكلَّموا فيه، وكان شيخُنا الناقدُ العَدْلُ أبو محمد حَسَنُ بن عليّ ابن القَطّان يُصرِّحُ بتكذيبِه وادّعائه تحميلَ شيوخٍ ما ليس في روايتِهم وحَمْلِه عنهم ما لا صَحَّ له، وقد كان يَظهَرُ ذلك منه، ولعلّه بالإجازةِ، واللهُ أعلم.

وكان ذا حَظّ من الكتابةِ وقَرْض الشِّعر يُحسنُ في أقلِّه، ومنه، ونقَلتُه من خطِّه [الطويل]:

يُسائلُني مَن لا أُراعُ بوُدِّهِ ... فأكتُمُه حالي وليس أخارَيْبِ

إذا كان دائي من أماكنِ لَذّتي ... ترَكْتُ عَذُولي حائضًا ظُلَمَ الغَيْبِ

ومنه، ونقَلتُه من خطِّه أيضًا [مجزوء المتدارك]:

كيف أخشَى بذَنْبي ... دَرَكاتِ الجحيمِ

بين رَبٍّ رحيمٍ ... ورسُولٍ كريم؟!

ومنه، ونقَلتُه أيضًا من خطِّه، وكتَبَ به إلى شيخِه أبي الحَسَن بن خَرُوف وقد نالَتْه منه وَحْشة [المجتث]:

هَبْني أسَأْتُ أمَالي ... في نَيْل عَفْوِك سُولُ

وَسِيلتي وشَفيعي ... إلى رِضاكَ الرسُولُ


(١) سقطت من ب م، ولا بد منها.

<<  <  ج: ص:  >  >>