للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي "التقريبِ" هذا يقول أبو أُمَيّةَ إسماعيلُ بن سَعْدِ السُّعود بن عُفَيْرٍ يصِفُه ويُثني على مُصنِّفِه [مجزوء الرمل]:

يا ابنَ إسماعيلَ قَرَّتْ ... بكَ عَيْنا خَلَفونِ

بكَ أحيَا ذِكرَهُ الخا ... لقُ مِنْ بعدِ المَنُونِ

جئتَ "بالتقريبِ" نَهْجًا ... للطّريقِ المُستبِينِ

بصغيرِ الحَجْم يُغْني ... عن عَريضاتِ المُتُونِ

كم حَوى السَّبقَ نحيفُ الـ ... ـجسم من قبلِ السَّمينِ

يرِدُ الطالبُ منهُ ... مَوْرِدَ العذبِ المَعِينِ

فيه تَلْقَى السَّلَفَ الصّا ... لحَ ذا الدِّين المَتِينِ

شاهَدَ النَّجوى كأنْ لم ... يَنْأَ عن لَحْظِ العيونِ

عادتِ السُّنّةُ منهُ ... في حِمى ليثِ العَرِينِ

زَيَّفَ الخائنَ فيها ... وانتقَى نَقْدَ الأمينِ

فغَدَتْ تَسحَبُ فيهِ ... ذيلَ محفوظٍ مَصونِ

فلوَ انَّ ابنَ أبي حا ... تِمها وابنَ مَعِينِ

جارَياهُ قَصَّرا عن ... ما احتَواهُ من فُنونِ

فلْتَبِتْ يا حافظَ السُّنَّةِ ... ذا عِلم يقينِ

أنّ مِنهاجَكَ محرو ... سٌ بعَيْنَيْ جَبْرَئينِ

واستُقضي ببعضِ مُدُن غَرْب الأندَلُس فحُمدت سِيرتُه واستَفاضَ ثناءُ الناس عليه، وكُفّ بصَرُه في آخِرِ عُمُرِه، نفَعه الله وذَخَرَ له أجرَ كريمتَيْه، ولم يغبَّ الدّرسَ والحِفظَ طُولَ عُمُرِه إلى حينِ وفاتِه؛ مَولدُه بأُونَبةَ أوّلَ عام خمسةٍ

<<  <  ج: ص:  >  >>