للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبو عبد الله أحمدُ بن محمد الخَوْلانيُّ إجازةً، قال: أخبرنا أبو الحَسَن عليُّ بن حَمُّوْيَةَ الشّيرازيُّ بإشبيلِيَةَ -قَدِمَها علينا فقُرئَ عليه وأنا أسمع- قال: أخبرنا أبو بكرٍ أحمدُ بن سلْم، قال: أخبرنا أبو مُسلم الكَشِّيُّ، قال: حدثنا محمدُ بن عبد الله الأنصاريُّ، قال: حدّثنا ابنُ عَوْنٍ، عن الشَّعْبيِّ، قال: سمِعتُ النُّعمانَ بنَ بَشِير يقولُ: سمعتُ رسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول - ووالله لا أسمَعُ أحدًا بعدَه يقولُ: سمِعتُ رسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول-: "إنّ الحلالَ بَيّن، وإنّ الحرامَ بَيّن، وإنّ بينَ ذلك أُمورًا مُشتبِهات"، وربّما قال: مُشتبِهة، "وسأضرِبُ لكم في ذلك مثلًا: إنّ اللهَ حَمَى حِمًى، وإنّ حِمى الله ما حَرَّم، وإنه مَن يَرْعَ حوْلَ الحِمَى يوشِك أن يُخالط الحِمَى"، وربّما قال: "مَن يُخالط الرِّيبةَ يوشك أن يَخسَر" (١).

وقرَأْتُ على الشَّيخ أبي الحَسَن الرُّعَيْنيّ رحمه اللهُ، ونقَلتُه من خطِّه، قال (٢): أنشَدَني شيخُنا أبو الحُسَين بن زَرْقُون لأبيه أبي عبد الله مُذيِّلًا الأبياتَ الأربعةَ الواقعةَ في "زهر الأدب" وغيرِه، المنسُوبةَ إلى الأمير أبي الفضل عُبَيد الله ابن الأميرِ أبي نَصْر أحمدَ بن عليّ بن مِيكالَ، وهي [الوافر]:

أقولُ لشادنٍ في الحُسنِ فَرْدٍ ... يَصيدُ بلحظِهِ قلبَ الكَمِيِّ:

ملَكْتَ الحُسنَ أجمعَ في قَوامٍ ... فأدِّ زكاةَ منظرِك البَهيِّ

وذاك بأنْ تَجودَ لمُستهامٍ ... بِرِيقٍ من مُقبَّلِك الشَّهيِّ

فقال: أبو حنيفةَ لي إمامٌ ... فعندي لا زكاةَ على الصّبِيِّ

فذيَّلَها أبو عبد الله جامعًا بين أقوالِ أئمّة الفقهاءِ المنتشِرة مذاهبُهم بقولِه [الوافر]:

فإن تكُ مالكيَّ الرأي أو مَنْ ... يَرى رأيَ الإمام الشافعيِّ

فلا تَكُ طالبًا منّي زكاةً ... فإخراجُ الزكاةِ على الوَلِيِّ


(١) بعده بياض بقدر سطرين، وأصل حديث ابن عون عن الشعبي في البخاري ٣/ ٦٩ وغيره باختلاف لفظي. وينظر المسند الجامع ١٥/ ٥٢٩ - ٥٣١ ففيه تفصيل تخريج الحديث.
(٢) برنامج شيوخ الرعيني (٣٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>