للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال في: قلتُ هذا المعنى، وله نظائرُ من شعري، فقَضَى اللهُ بذهابِ بصَري وَفقَ ما تمنَّيتُ فيما نفَثْتُ به من شِعري.

ومن شِعره رحمه الله [الكامل]:

عِلمُ الشّريعةِ قد عَفَتْ آثارُهُ ... فالكلُّ يَخبِطُ منهُ في عمياءِ

ومفَى الحلالُ فما بقِيْ منهُ سوى ... خبَرٍ كما وَصَفوا عن العَنْقاءِ

ومنه في رثاءِ ابنِه [المتقارب]:

يمرُّ الحبيبُ بقبرِ الحبيبْ ... فلا ذا ينادي ولا ذا يُجيبْ

وكيف يُجيبُ رَهينُ الثَّرى ... رَمَاهُ الحِمامُ بسَهْمٍ مُصيبْ

تُنُوسيَ لمّا نأَى عهدُهُ ... وأقفَرَ منه اللِّوى والكثيبْ

إذا أُودعَ المَيْتُ في لَحْدهِ ... فليس له -وَيْحَهُ- من حبيبْ

ومنه [الوافر]:

تجنَّبْ ما استطعتَ إخاءَ قومٍ ... حديثُهمُ إذا اعتبروا عُجابُ

فظاهرُهمْ إذا نُظِروا ثيابٌ ... وباطنُهمْ إذا خُبِروا ذئابُ

ومنه [الخفيف]:

مُتْ بداءِ السكوتِ فالصَّمتُ حُكمٌ ... رُبَّ نُطقٍ والموتُ طيَّ جوابِهْ

واخزِنِ السرَّ في الفؤادِ فما ضَمَّ ... حسامَ الكَمِيِّ مثلُ قِرابِهْ

ومنه [البسيط]:

عليكَ بالقَصْدِ فيما أنتَ كاسِبُهُ ... فأفضلُ الناسِ عبدٌ طابَ مكسِبُهُ

لا يَستفزَّكَ حرصٌ لا ولا طمَعٌ ... فالرِّزقُ يَطلُبُنا لا نحن نَطلُبُهُ

<<  <  ج: ص:  >  >>