للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنه، محذِّرًا من قراءةِ المنطِق وصُحبةِ أهلِه [الكامل]:

قد قلتُ قولًا للخليقةِ ناصحًا ... قولَ المحقِّقِ والنصيح المُشفِقِ (١):

لا تَصْحَبَنْ ما عِشتَ قارئَ منطِقٍ ... "إنَّ البلاءَ موكَّلٌ بالمنطِقِ"

ومنه [الكامل]:

أَضرِبْ عن الدُّنيا هُدِيتَ ولا تَخَلْ ... جهلًا بأنك قد تركتَ نَفيسا

فلئنْ هَجَرْتَ لقد هَجَرْتَ حقيرةً ... ولئن وَصَلْتَ فقد وصَلْتَ خَسيسا

ومنه [الطويل]:

كتبتُ وعندي لا محالةَ أنني ... ستَفْنَى يدي والخطُّ يُتلَى ويُدْرَسُ

وإنّي لَذو علمٍ يقينٍ بأنهُ ... سيَفْنَى كما تفنَى اليدانِ ويَدْرُسُ

ومنه [البسيط]:

يا أهلَ الأُخْرى تحَرَّوْا مقصِدًا أَممًا ... وسلِّموا لبني الأُخرى سبيلَهمُ

خَلُّوا فلم يَعرِضوا أُخراكمُ لكُمُ ... فسلِّموا أنتمُ دُنياهمُ لهمُ

ومن شعرِه في رثاءِ ابنِه سوى ما تقَدَّم [من الكامل]:

شَطَّتْ بمن تهواهُ عنكَ الدارُ ... وقضَتْ عليك بحُكمِها الأقدارُ

برِّدْ لهيبَ الشّوقِ منك بعَبْرةٍ ... تنقَعْ ضلوعَكَ إنّها لَحِرارُ

رحَلَ الحبيبُ عن الحبيبِ فدمعُهُ ... عند التذكُّرِ واكفٌ مِدْرارُ

في الجَفْنِ منه عَبْرةٌ سيَّالةٌ ... تَسقي الخدودَ وفي حَشاهُ النارُ

يا حُرقةً يا فَجْعَةً يا لَوْعةً ... سكَنَتْ فؤادي ما لها مقدارُ


(١) كتب فوقها بهامش ب: "تقدم في ترجمة جابر بن محمد المالقي ما نحا به نحو هذين البيتين، فراجعهما إن شئت".

<<  <  ج: ص:  >  >>