للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كم من ملوكٍ ذوي جاهٍ وتكرِمةٍ ... على النّعيم وخفضِ العيشِ قد نَشَأوا

غاداهمُ الموتُ كُرهًا في مساكنِهمْ ... فما أطاقوا امتناعًا لا ولا دَرَأوا

جَرُّوا الذّيولَ بظَهْرِ الأرض ثم همُ ... بعدَ الحِراك ببطنِ الأرضِ قد هَدَأوا!

ومنه [الوافر]:

فلا تكتُبْ يمينُكَ غيرَ خطٍّ ... بَهِي بَيّنٍ صحَّتْ يمينُكَ

ولا تكتُبْ بها خَطًّا دقيقًا ... فأحوَجُ ما تكونُ له يخونُكْ

ومنه [المتقارب]:

تَحفَّظْ منَ القومِ ما كنتَ فيهمْ ... فإنَّ اجتنابَهمُ لن تُطيقا

وكن بيْنَ حالَيْنِ أعمًى بصيرًا ... سميعًا أصمَّ سَكوتًا نَطوقا

ولا تطلُبَنَّ صَديقًا أمينًا ... فقد عَدِمَ الناسُ ذاك الصَّديقا

ومنه [البسيط]:

اكتُمْ حديثَكَ إلا عن أخي ثقةٍ ... فالسرُّ إن جاوَزَ الإثنينِ مبثوثُ

واحذَرْ عدوَّكَ لا تحقِرْ عداوتَهُ ... فربّما أسهَرَ الضِّرغامَ بُرغوثُ

ووَلِيَ بعضُ إخوانِه القضاءَ فكتَبَ إليه يَعِظُه [الطويل]:

ألا فاعتبِرْ يومَ القضاءِ وفصلَهُ ... إذا حَشَرَ اللهُ الخلائقَ أفذاذا

ودع خُطّةَ الأحكامِ ويْلَكَ لا تبَلْ ... ولو أنّ مِصرًا قد وَلِيت وبغداذا

تذكَّرْ حديثًا في القُضاةِ رويتَهُ ... صحيحًا وعُذْ بالله أفلحَ مَنْ عاذا

فلو قيل في: مَن أحمقُ الناسِ كلِّهمْ؟ ... أشرفُ إلى القاضي وقلتُ لهم: هذا

وسيأتي شيءٌ منه في رَسْم أبي عِمرانَ المارْتُليِّ رحمه الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>