للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ودُمْ على حالةٍ تَجْني عواقبَها ... أذكى من المِسكِ في أحلى من الضَّرَبِ

وعندَنا لكَ إيثار ومرتبةٌ ... تنحَطُّ عنها مزايا سائرِ الرُّتَبِ

وسوف تلقَى بعَوْنِ الله مَأْثُرةً ... تحظَى براحتِها من ذلك التّعبِ

فقال أبو عبد الله البَرنامَجُ يُجيبُه عنها (١):

نسَبْتَ شرَّ عَبيدِ العُجْم للعرَبِ ... جهلًا بفضلِ رسُولِ الله والنَّسَبِ

أصِخْ لتسمعَ أنسابَ الذين همُ ... شعارُكمْ في الخطوبِ السُّودِ والنُّوَبِ

كانت عَبيدَ العصا للقُرْمطيْ فإذا ... وافَى الموفَّقُ لاذتْ منه بالهَرَبِ

حَلَّت محُلَّأةً بيرًا وقد رحَلتْ ... عنها بنو جُشَمٍ من مائها الأَشِبِ

خالتْهمُ الخيلُ رِعيانَ الشِّياه لها ... فلم تَضِرْها وجَدَّتْ بعدُ في الطَّلبِ

لو أعلمَتْ وائلٌ يومًا بدعوتِها ... فيها لَما شربتْ ماءً من القُلُبِ

ونيطتِ الخُلَطُ الرَّذْلَى بهمْ نسبًا ... كأنّها القَبَسُ الصيفيُّ بالذَّنَبِ

فإن تكنْ في الوغَى من طلحةٍ سَلِمتْ ... فذا الموفَّقُ وَصْفًا ليس باللَّقبِ

وليس من رَهَبٍ يُنجيهمُ هَرَبٌ ... ما يَبعَدوا يَقْرُبوا للحَيْنِ والشَّجبِ

أمّا هلالٌ فقد حاقَ المَحاقُ بهِ ... لاقَى الوَبَالَيْنِ من حَرْبٍ ومن حَرَبِ

حلَّ الحضيضَ سقوطًا وهْو مُحترِقٌ ... تحتَ الشُّعاعِ بشُهْبِ الهندِ لا الشُّهُبِ

وغرَّهُ خُلَّبٌ من شاعرٍ مَلِقٍ ... فنال صاعقة لا واكفَ السُّحُبِ

وظلَّ من رُتَبِ العليا على عِدَةٍ ... فالتُّربُ يَعْلوهُ، ما يرقَى على الرُّتَبِ

وصار يطمَعُ في مالٍ وفي نشَبٍ ... فصار مُنتشِبًا في بَرْثَنِ النشَبِ

فقُلْ له: لو أراد الخيرَ فازَ بهِ ... الصَّيفَ ضيَّعْتَ جَهْلًا حافلَ الحَلَبِ


(١) البيان المغرب ٣/ ٢٦١ وكان جواب البرنامج بأمر من يحيى ابن الناصر.

<<  <  ج: ص:  >  >>