للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أوّلُهم: عَتيق ابن بوقُحافة (١)، وآخِرُهم: علي ابنُ بو (٢) طالب، وقد وقَفْتُ على نُسخةِ هذا التوقيع الكريم بخطِّ أبي بكرٍ ابن العَرَبيِّ وقد حاكَى فيه خطوطَهم، ووضْعَ المكتوبِ وعِدّة أسطارِه وأوائلها وأواخرِها. ولقِيَ بالإسكندَريّة أبا الحَسَن عليَّ بن المُفضَّل المَقْدِسيَّ، والزاهدَ الفاضِل أبا العبّاس الصِّقِلِّيَّ، وقَفَلَ منها إلى الأندَلُس سنةَ أربع وست مئة، وفي هاتَيْن الرِّحلتَيْنِ حَجَّ سبعَ حِجَج، وجاوَرَ بالحرمَيْنِ الشريفَيْنِ خمسَ سنين. وسَمِع بعدَ هذه العَوْدة على أبي القاسم، ويقال: أبو جعفر، أحمدَ بن محمد بن جُرْج سنةَ إحدى عشْرةَ وست مئةٍ بقُرطُبة، وبها في التاريخ على أبي الحَسَن محمد بن عبد العزيز الشَّقُوريِّ، وبإشبيلِيةَ في التاريخ على أبي الحَسَن عبد الرّحمن بن عليّ الزُّهْريِّ، ثم عاد إلى المشرِق رحلتَه الثالثةَ، ومن قُرطُبةَ فَصَلَ إليها يومَ الاثنين لعَشْرٍ بقِينَ من ربيعٍ الأوّل عامَ اثنَيْ عشَرَ وست مئة، وأقام هنالك فلم يعُدْ إلى الأندَلُس بعدُ.

روى عنه آباءُ محمد: ابنُه والرُّعَيْنيُّ شيخُنا وابنُ قاسم الحَرّار، وأبَوا بكر: ابنُ سيِّد الناس وابنُ عبد النُّور، وأبو جعفر بنُ كُوزانةَ، وأبو الحَسَن الرُّعَيْنيُّ شيخُنا، وأبو العبّاس ابنُ الرُّوميّة، وأبو المعالي سَعْدٌ ابنُ الجُعَيْديِّ وأبو الوليد ابنُ الحاجّ (٣).

وكان خيِّرًا فاضلاً، متصوِّفًا متواضِعًا، بارًّا بأصحابِه وإخوانِه، مشهورَ التعيُّن والأصالة، من بيتِ علم وجَلالة، صحيحَ اليقين ليِّنَ الجانب وَطِيءَ الأكناف حَسَنَ الخُلُق.

حدَّثني الشّيخُ أبو الحَسَن الرُّعَيْنيُّ رحمه اللهُ قراءةً منّي عليه ونَقْلًا من خطِّه، قال: ذَكَرَ لنا -يعني أبا بكر ابنَ العَرَبيِّ هذا- بمحضَرِ شيخِنا أبي بكر بن


(١) هكذا في النسختين.
(٢) كذلك.
(٣) بهامش ب: "وروى عنه أيضًا أبو بكر بن مسدي، وقال: ذكر لي أن له إجازة من ابن العربي الكبير، قال: وليس ببعيد".

<<  <  ج: ص:  >  >>