وبقراءةِ يعقوبَ على أبي الحَسَن ابن النِّعمة، وختَماتٍ جَمّةً على أبي مَرْوانَ بن يَدَّاس، ورَوى عنهم، وعن أبي بكر بن أبي ليلى، وأبي حَفْص بن واجِب، وأبوَيْ عبد الله: ابن عبد الرّحمن بن عُبَادةَ، وابن يوسُف بن سَعادةَ وأكثَرَ عنه، وأبي العبّاس بن إفْرِنْد، وآباءِ محمد: عاشِر وعُلَيْم وهارونَ بن عاتٍ، قَرَأَ عليهم وسَمعَ وأجازوا له، إلا أَبا مَرْوانَ بن يَدَّاسَ فلم يَذكُرْ إجازتَه له؛ وأجاز له أبو القاسم بنُ وَضّاح، ولم يَذكُرْ لقاءه إياه.
رَوى عنه: أبو إسحاقَ بن غالب بن بَشْكُنالَ، وأبو بكرٍ ابنُ المُرابِط وآباءُ جعفر: الطَّنْجاليُّ شيخُنا، وهو آخرُ الرُّواة عنه بالأندَلُس، وابنُ عليٍّ ابن الفَحّام وابنُ محمد بن شُهَيْد وابنُ مالك ابن السَّقّاء، وأبو الحَسَن وأبو عبد الله ابنا يوسُفَ القَحْطانيّانِ، وأبو الحُسَين عبدُ الملِك بن أحمدَ بن عبد الله بن مُفَوَّز، وأبو زكريّا بنُ زكريّا الجُعَيْديُّ، وأبو عبد الله ابنُ الأبار، وأبوا محمد: ابنُ ابنِ موسى الرُّكَيْبيُّ وابنُ عبد الرّحمن بن بُرْطُلُّه.
وكان من جِلّة المُقرِئينَ المجوِّدين الضّابِطينَ المُتقِنين، متصدِّرًا لإقراءِ كتاب الله وإحكام أدائه والمعرفة التامّةِ بقراءتِه، حَسَنَ الخَطّ جيِّدَ الضَّبط، راويةً مُكثِرًا عَدْلًا ثقةً، من بقايا أصحابِ ابن هُذَيْل المُكثِرينَ عنهُ، ذَكَرَ أنه استوعَبَ عليه مصنَّفاتِ أبي عَمْرٍو سَماعًا، ومن آخِر السامعينَ على أبي عبد الله ابن الحَسَن الدّانيّ، ومن المُكثِرينَ [١٥٤ ب] عن أبي عبد الله بن سَعادةَ؛ وعُمِّر طويلًا فبَلَغَ المئة أو أربَى عليها مُمتَّعًا بجوارحِه كلِّها، قَدِمَ بَلَنْسِيّةَ أوّلَ شوّالِ عشرٍ وست مئة فأُخِذَ عنهُ بها، وكان أبو الخَطّاب بن واجِب يُوثِّقُه وُيثْني عليه ويقولُ بفَضْلِه وبقِدَمِ صُحبتهِ أَبا الحَسَن بنَ هُذَيْل وغيرَه من الشُّيوخ.