الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة

مقدمة المؤلف - ج: 1 - ص: 202

أنها بعدُ، فإنّي قصَدتُ في هذا الكتاب إلى تَذييل "صلة" الراويةِ أبي القاسم ابن بَشْكُوال (١) تاريخَ الحافظ أبي الوليد ابن الفَرَضيِّ (٢) رحمِهما اللهُ في علماءِ أهل الأندَلُس والطارئينَ (٣) عليها من غيرهم، بذِكرِ مَن أتى بعدَه منهم، وتكميلِها بمن كان من حقّه أن يَذكُراه فأغفَلاه.

وقبل الشروع في إيرادِ ما قصَدتُ إليه من ذلك فلا بدَّ من ذكْرِ مقدّمة تُطلعُ على وجهِ العملِ الذي اعتمدتُه، وتُرشدُ إلى المسلَكِ الذي فيه سلكْتُه، سائلًا من الله سبحانَه، [إرشادًا إلى] (٤) الصواب في القول والعمل، وإنجادًا على ما يَعصِمُ من مُواقعةِ الخطإ والخطل، [لا مُعينَ غيرُه، ولا] (٥) مأمولَ إلّا خيرُه، فأقول: إنّ الحافظَ أبا الوليد رحمه الله رتَّبَ أبوابَ كتابه على توالي حروفِ المعجَم المعروفِ ببلاد المشرق، فعلَ أبي عبد الله البُخاري (٦) وَأبي محمّد بن أبي حاتم (٧) وأبي سعيد بن يونُس (٨)

---

(١) توفي سنة ٥٧٨ هـ، وكتابه "الصلة" هو الإصدار الخامس من "سلسلة التراجم الأندلسية" (دار الغرب الإسلامي، تونس ٢٠١٠ م).
(٢) توفي ابن الفرضي سنة ٤٠٣ هـ، وكتابه "تاريخ علماء الأندلس" هو الإصدار الأول من "سلسلة التراجم الأندلسية" (دار الغرب الإسلامي، تونس ٢٠٠٨ م).
(٣) في المخطوط: "الطارين"، لاجتماع تسهيل الهمزة مع الياء آخر الحروف.
(٤) ما بين الحاصرتين بياض في المخطوط استرجمناه.
(٥) كذلك.
(٦) يعني: في تاريخه الكبير الذي حققه العلامة عبد الرحمن المعلمي اليماني، وطبع بحيدرآباد الدكن ١٣٥٨ - ١٣٦٢ هـ.
(٧) عبد الرحمن بن أبي حاتم محمد بن إدريس الرازي المتوفى سنة ٣٢٧ هـ وكتابه "الجرح والتعديل" مطبوع في حيدرآباد الدكن ١٩٥٢ - ١٩٥٦ م بتحقيق العلامة عبد الرحمن المعلمي اليماني المكي.
(٨) هو الإمام المؤرخ المحدث أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى الصدفي المصري المتوفى سنة ٣٤٧ هـ وكتابه في تاريخ أهل مصر يتكون من قسمين: أولهما في المصريين، وهو كبير، وثانيهما في الغرباء الواردين إلى مصر، وهو صغير، ولم يصل إلينا شيء من القسمين، لكن نقل العلماء على مدى العصور الكثير من النصوص عنهما، وقد قام الأستاذ الدكتور عبد المفتاح فتحي عبد المفتاح، من قسم التاريخ في كلية دار العلوم بجامعة القاهرة، بجمع نصوصه، وطبع في مجلدين سنة ٢٠٠٠ م وهو عمل جيّد ومستوعب.