حدَّثنا به عن شيخِنا الحافظ أبي الطاهِر أحمدَ بن محمدٍ السِّلَفيِّ الأصبَهانيّ؛ وفي رَسْم أبي الحَسَن بن فَيْد: وكتَبَ لي خَطَّ يدِه على "أجناسِ التجنيس" حدَّثني به عن شيخِنا أبي الطاهِر السِّلَفيِّ، فتبيَّنَ بهذا أنه من شيوخ أبي القاسم واللهُ أعلم، ولم يَذكُرْه فيهم النَّباتيُّ ولا المَلّاحيُّ ولا ابنُ الأبارِ ولا ابنُ الزُّبَير، فاعلَمْهُ.
ومن ذلك: أنّ ما استَبعَدَه ابنُ الزُّبَير -من حَمْل أبي القاسم عن ابن السِّيْد وابن أبي جعفر- صحيحٌ، بل هو مُحالٌ على تقديرِ صحّةِ ما قيلَ من أنّ مولدَ أبي القاسم سنةَ تسع وعشرينَ، وذلك بعدَ موتِ ابن أبي جعفرٍ بنحو ثلاثِ سنين، وبعدَ موتِ ابن السِّيْد بنحوِ ثماني سنين. وإلى ذلك -بعدُ- قال في رَسْم أبي عبد الله بن سَعادةَ: وقرَأْتُ عليه خبَرَ أبي محمدٍ ابن السِّيْد البَطَلْيَوْسيِّ معَ الإمام أبي الوليد الوَقَّشيِّ في البيتَيْنِ المشهورَيْنِ له، وقطعةً من شعرِ أبي محمدٍ المذكور، حدَّثني بذلك كلِّه عنه، وفي رَسْم أبي الحَسَن ابن النِّعمة: وقرَأْتُ عليه من تأليفِ شيخِه أبي محمدٍ ابن السِّيْد؛ وفي رَسْم أبي عليّ بن عَرِيب: حدَّثنا عن أبي محمدٍ ابن السِّيْد؛ وقال في رَسْم أبي العبّاس بن إدريسَ: حدَّثنا عن أبي عليّ الصَّدَفيِّ وأبي محمدٍ ابن أبي جعفرٍ وغيرِهما؛ وفي رَسْم أبي محمدٍ عاشِر: حدَّثنا عن غيرِ واحِد من شيوخِه، كأبي عليّ الصَّدَفيّ وابن أبي جعفرٍ وغيرِهما، فهذا كلُّه يُبيِّنُ أنّ أبا القاسم إنّما يَروي عن ابن السِّيْد وابن أبي جعفرٍ وابن شَرَفٍ وابن الفَرَس وابن الوَحِيديِّ بواسطة. وفي رَسْم أبي بحر بن أبي عَيْشُون: وحدَّثني عن أبي الفَضْل بن شَرَف؛ وفي رَسْم أبي الحَسَن بن إبراهيمَ ابن الملّ: حدّثنا عن أشياخِه المالَقيِّينَ كابن فائزٍ والقاضي أبي محمدٍ الوَحيديِّ وغيرِهما؛ وفي رَسْم أبي محمدٍ قاسم بن دَحْمان: وحدَّثنا عن فلانٍ وفلان، وعن القاضي أبي محمدٍ ابن الوَحِيديِّ؛ وفي رَسْم أبي محمد بن سَهْل: حدَّثنا عن فلانٍ وفلان، وأبي القاسم عبدِ الرّحيم بن محمد. وأمّا أبو الوليد ابنُ الدَّبّاغ فلم يَجْرِ له في البرنامَج المذكورِ ذكْرٌ ألبتّةَ، ولا بروايةٍ عنهُ مباشِرةٍ ولا بواسطة، ولكنّي أرى أنه يَروي عنه بواسطةِ بعضِ شيوخِه، واللهُ أعلم.