للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي رَسْم أبي بكرٍ عبد الرّحمن بن أبي ليلى: "شمائلُ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -" أخبرنا به عن الإمام أبي عليٍّ شيخِه؛ كتابُ "الاستدراكاتِ والإلزامات"، سَمِعتُ جميعَها عليه أخبرنا بها سَماعًا منهُ على شيخِه أبي عليّ، وكتَبَ لي خطَّ يدِه على فِهرِسةِ شيخِه أبي عليّ.

وفي رَسْم ابنِ النِّعمة: وقرَأْتُ عليه من تأليفِ شيخِه أبي محمدٍ ابن السِّيْد، وقد تقَدَّم، وكتَبَ لي على فِهرِسةِ شيخِه أبي محمد بن عَتّاب، وعلى فِهرِسةِ أبي عليّ الصَّدَفيّ.

وفي رَسْم أبي الحَسَن بن هُذَيْل: كتَبَ لي خطَّ يدِه ووَجَّهَ به إليَّ من بَلَنْسِيَةَ على فِهرِسةِ شيخَيْهِ: أبي داودَ وأبي بكرٍ خازِم.

وفي رَسْم الوليدِ بن حَجّاج: وكتَبَ لي على فِهرِسةِ شيخِه الأعلم.

فقد تبيَّن بهذا، وببعض ما تقَدَّم، عمَلُه في تمييزِه شيوخَه الذين شارَكَ شيوخَه فيهم من شيوخِهم الذين انفَردوا بهم دونَه؛ وما نَسَبَ ابنُ الزُّبير إلى جُوديٍّ من الوَهم الذي تَبِعَه عليه المَلّاحيُّ فتحامُلٌ ظاهرٌ على جُوديّ، وأقولُ على الإنصاف: إنّ الوَهمَ في ذلك من المَلّاحيّ، ولا أدري ما الذي جرَّه عليه، فأمّا جُوديٌّ فبعيدٌ إن لم يكنْ مُحالًا وقوعُ ذلك منه؛ لِما تحقَّقَ من نُبلِه وضَبْطِه وشدّةِ اختصاصِه بأبي القاسم ابن البَرّاق وطُول مُلازمتِه إيّاهُ أعوامًا عدّة، وأخْذِه عنه جميعَ مصنَّفاتِه ومُنَشآتِه وأكثرَ مَرْويّاتِه، فنِسبتُه إلى الوَهم في ذلك ممّا لا ينبغي القولُ به، واللهُ أعلم.

ثُم بنَى ذلك على النّظرِ في تقدُّم وفاةِ بعضِ الشّيوخ المُجِيزينَ له على بعض، وإن كان مُعتبَرًا فغيرُه أوْلَى منه، وهو تعرُّفُ تواريخِ إجازاتِهم، وقد نَصَّ على ذلك ابنُ البَرّاق في "برنامَجِه".

وفي إيرادِ ابن الزُّبَير لشُيوخ ابن البَرّاق وما انجَرَّ ذكْرُ تسميتِهم تخليطٌ فاحش، يَبِينُ ذلك باجتلابِهم من كتابِه بنصِّه، قال: رَوى عن أبي بكرٍ ابن العَرَبي،

<<  <  ج: ص:  >  >>