للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في بجميع ما يحمِلُه؛ وأما أبو بكر ابنُ الجَدّ، فقال: لقِيتُه بإشبيليَةَ، وحضَرتُ مجلسَه وسمِعتُ عليه أبوابًا من ["الموطَّإ"، وأجاز لي سائرَهُ] وجميعَ ما ألَّفه وجميعَ ما يحمِلُه، وأمّا أبو محمدٍ (١) بنُ جُمهور فلم يَذكُرْ [أبو الحَسَن لقاءهُ] إيّاه ولا أبعدَه، ولكنّ عُهدةَ لقائه على ابن الأبّار. وذكَرَ إجا [زتَه كذلك] (٢).

وأمّا أبو عبد الله بنُ حَمِيد فلم يُجرِ له أبو الحَسَن ذكْرًا في فِهرستِه، [وقد وقَفتُ على] ذكْرِه في شيوخِه بخطَه في مكتوبٍ آخَرَ، وأمّا أبو العبّاس المَجْرِيطيُّ [فقد تقَدَّم] ذكْرُ ملازمتِه إياه، ونزيدُ الاَنَ قولَ أبي الحَسَن: قرأتُ عليه كتابَ "السُّنَن" [لأبي] داودَ، وأنشَدَني قصائدَ من شعره ولم يَذكُرْ أنه أجازَ له. وأمّا أبو محمد عبدُ المُنعم ابن الفَرَس فقال: لقِيتُه بغَرناطةَ فحضَرْتُ مجلسَه، وكان يقرأُ عليه دولةً من "سِيبوَيْه"، ودولةً من "الكامل" للمبرِّد قراءةَ تفهُّم وشَرْح، وأخرَجَ إليّ كتابَه في أحكام القرآن، فقرأْتُ عليه بعضَه، وناوَلَني سائرَه، وذكَرَ أنه ناوَلَه غيرَ ذلك، ولم يَذكُرْ أنه أجازَ له.

فهذا بيانُ ما أخَلَّ به ابنُ الأبّار من ذكْرِهم؛ وقد أغفَلَ منهم ابنَ عَرُوس ولقِيَه بغَرناطةَ وحضَرَ مجلسَه وناوَلَه بمنزلِه كُتُبًا ذكَرَها، ولم يَذكُرْ أنه أجازَ له؛ وأغفَلَ أبا عبد الله ابنَ سَعادةَ، قال أبو الحَسَن: لقِيتُه بشاطِبةَ وسمِعتُ منه "كتابَ مُسلم" قراءةً علينا بلفظِه، ولم يَذكُرْ أنه أجاز له؛ وأغفَلَ أبا محمد بنَ حَوْطِ الله، وقال أبو الحَسَن: رحلتُ إليه إلى مالَقةَ فقرأْتُ عليه الكتابَ العزيزَ بحرفِ نافع، وكتابَ البخاريِّ، و"الإيضاحَ" وعرَضتُه عليه عن ظهرِ قلبِ في دُوَل، وقرأتُ عليه "أدبَ الكُتّاب" و"الحماسة"، وشاركتُه في كثيرٍ من شيوخِه ثم صَحِبتُه بعدَ ذلك مسافرًا ومقيمًا، وسمِعتُ عليه أكثرَ "كتابِ مُسلم" وقتَ كونِه قاضيًا بقُرطُبةَ، ولم يَذكُرْ أنه أجاز له؛ وأغفَلَ أبا الحُسَيَن ابنَ الصائغ، وقال أبو الحَسَن: لقِيتُه بإشبيلِيَةَ وأجاز في جميعَ ما يحمِلُه وكتَبَ لي بذلك؛ وزادَ


(١) في ص: "بكر"، ويبدو أنه تحريف أو غلط من الناسخ.
(٢) ترقيع منا نرجو أن يكون صحيحًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>