للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

به مدينةَ سَلا خاطبَ القاضيَ مادحًا بقصيدةٍ ومُستجِيرًا به، [وطلَبَ] إيصالَها إليه، ومطلعُ القصيدة [الطويل]:

سلِ البَرْقَ إذ يَلتاحَ من جانبِ البَلْقا: ... أقُرطَيْ سُلَيْمى أم فؤادي حَكَى خَفْقا؟

ولِمْ أسبَلَتْ تلك الغمامةُ دمعَها ... أرِيعَتْ لِوَشْكِ البَيْن أم ذاقتِ العِشقا؟

يقولُ فيها:

غريبٌ بأقصى الغَرب فُرِّق قلبُهُ ... فآوَتْ لسَلا فَرْقًا ويابُرةٌ فَرْقا

إذا ما بَكَى أو ناحَ لم يُلفِ مُسعِدًا ... على شجْوِه إلا الغمائمَ والوُرْقا

ومنها في المدح:

حياءٌ يغُضُّ الطَّرفَ إلّاعن العُلا ... وعِرض كماءِ المُزْنِ في المُزن بل أنقَى

وفضلُ نَمِيرِ الماء قد خَضَّر الرُّبَا ... وعدلُ ضميرِ النَجم قد نوَّرَ الأُفْقا

بلَغْنا بنُعماكَ الأمانيَّ كلَّها ... فما بلَغَتْ أُمنيّةٌ غيرَ أن تبقَى

فعندَ وقوفِ القاضي عليها بادَرَ إلى مُخاطبة السلطان بتضمّن المال وتحمُّلِه وسؤالِ الصَّفْح عنه والإبقاءِ عليه بإعادتِه إلى عمِله، فصَدَرَ جوابُه بالإسعافِ والإسعاد، وعاد ابنُ الوكيل إلى غَرناطةَ أنبَة مَعاد (١).

وتوفِّي أبو الحَسَن بسَلا سنةَ اثنتينِ وخمس مئة.

وممّن امتَدَحَه من جِلَّة الشّعراء: أبو الوليد إسماعيلُ بن وَلّاد، ووقَفْتُ له على مجموع في أمداحِه ورثائه ومَدْح ابنِه وأخيه أبي العبّاس سمّاه: "نُزْهةَ الأدب" (٢).


(١) انظر خبر ابن الوكيل اليابري مع ابن عشرة أيضًا في إعتاب الكتاب (٢٢٤ - ٢٢٥)، والروض المعطار (٦١٥ - ٦١٦) تحقيق د. إحسان عباس وكذلك بحث الدكتور محمد بن شريفة في بني عشرة المشار إليه آنفًا.
(٢) هنا بياض كثير في الأصل مقدار نحو صفحة، ولعل المؤلف كان يريد أن يسوق فيه بقية كلام عن بني عشرة. وانظر مدح ابن حمديس في بني عشرة في ديوانه (٥٥٧ - ٥٥٨)، وبغية الملتمس (٥٢١)، ومسالك الأبصار (مخطوط). أما ابن ولاد فلم نقف على ترجمته إلى الآن.

<<  <  ج: ص:  >  >>