للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومُنزِلونا ما لهم عن سوى ... الأزمةِ والإعسارِ تحديثُ

كانَ بعُذرِ المَحْل منعُ القِرى ... منهمْ، وزاد المنعُ مذ عيثوا

هذه، أبقاك اللهُ، جرَتْ على اللّسان، وخَلَتْ من الإحسان، لكنّها دَلّت (١) على ما في النفْس، وشَغَلت جانبًا (٢) من الطِّرس، واقتدَى النثرُ بنظمِها، [وقرَّبَها عجفاءَ لا مُخَّ في] عظمِها، ولولاها لمَسَّه (٣) الإعياء، وطال عليه العناء، وهي وإن لم تكنْ [فيها إجادة] ولا على وَهْنِها (٤) زيادة، [فإنّها مألوفةٌ معتادة؛ إنّما الهوَسُ عَروض، [هو بأرضِنا] حُوشيٌّ مرفوض، غاصَ الفِكرُ في آسنِه، فاستَخرجَ بعضَ دفائنِه، [واسمَع إن أردتَ، ورِد] ولا ريَّ إن ورَنتَ [من الدوبيت]:

أحبابَ فؤادي كم أقاصي الضُّرّا ... لاصبرَ على فراقِكم لا صَبْرا

عودوا للمغاني (٥) وأعيدوا الهجْرا ... قد مِتُّ وقُربُكم حياةٌ أخرى

* * *

بالله قِفوا إن أزِفَ التوديعُ ... فالقلبُ بصَنع شملِنا مصدوعُ

ذا حَرُّ الزوالِ في الحشا مجموعُ ... والإبرادُ في صَلاتِه مشروعُ

* * *

يا برقَ اللِّوى بالأُفق الشَّرقيِّ ... ذاك المُنحنى من سُيُل الوَسْميِّ

قد أعشَبَ فامضِ منه للعُشْبيِّ ... بالطّيبِ من سَلاميَ العِطْريِّ

* * *

لله عليٌّ من فتى فتّانِ ... بالنظم وبالنثرِ وما هذانِ

إلابعضُ ما فيه من الإحسانِ ... ينأى وهو بالودّ قريبٌ دانِ


(١) في الرسائل: "ولكن قد دلت".
(٢) في الرسائل: "مكاناً".
(٣) في الرسائل: "لمسها".
(٤) في الرسائل: "وهيها".
(٥) في الرسائل: "للقاء".

<<  <  ج: ص:  >  >>