للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دحيةَ -رضي اللهُ عنه- لم يُعقِبْ، [فردّ عليه ابنُ دِحيَةَ] هذا بكتابٍ سَمّاه: "المُرهفَ الِهندي في الردِّ على التاجِّ الكِنْدي"، وأثبَتَ فيه أنّ [دحيةَ] رضيَ اللهُ عنه قد أعقَبَ، وأنه من ذُرِّيتِه، وكذلك كان يُنكِرُ عليه غيرُ واحد من أهل الأندَلُس أنه كَلْبيٌّ، ويقولُ: إنّما هو كَنْبى -بالنون- نسبةً إلى كَنْب: موضع بساحلِ الأندَلُس الشّرقى بمقرُبةٍ من دانِيَة (١).

وكان يَصِفُ نفسَه بذي النَّسَبَيْنِ بين دِحيةَ والحُسَين، وقَفْتُ عليه من خطِّه أيضًا، وانتسابُه إلى دِحيةَ كما سرَنناهُ قبلُ، فأمّا انتسابُه إلى الحُسَين فهو فيما كان يَذكُرُ أنه سبطُ أبي البَسّام الحُسَيْنيِّ الكُوفيِّ نزيلِ مَيُورقةَ من أمِّ جدَّه، وقد رفَعنا نَسَبَه في موضعِه (٢).

وعُمرُ المترجَمُ به سَبْتيّ، وقيل: قُرطُبيٌّ أو مالَقىٌّ داني الأصل، أبو الخَطّاب، ابنُ الجُمَيِّل، لقَبٌ جَرى على محمدٍ جَدِّ أبيه.

تجوَّل كثيرًا ببلادِ الأندَلُس والعُدو والمشرِق واستقَرَّ آخِرًا بالقاهرة في كنَفِ الملِك الكامل، وشهِر فيها وفي البلادِ المشرِقية ببدرِ الدِّين وابنِ الجُمَيِّل.

رَوى بالأندَلُس وما صاقَبَها من بَرِّ العُدوة عن أبي إسحاقَ بن قُرقُول، وآباءِ بكر: ابن الجَدّ وابن خَيْر وعبد الرّحمن بن مُغاوِر، وأبوَيْ جعفر: ابن البَلَنْسِيّ وابن مَضَاء، وآباءِ الحَسَن: صالحٍ الأوْسيّ واللَّواتي وابن أبي قَنُّون،


(١) قال الذهبي: "قرأتُ بخط ابن مَسْدي: كان أبوه تاجرًا يُعرف بالكلبي -بين الباء والفاء- وهو اسم موضع بدانية، وكان أبو الخطاب أو، يكتب: "الكلبي معًا" إشارة إلى البلد والنسب". (تاريخ الإسلام ١٤/ ١١٦) قلنا: وهذا أصح من "كنبي" بالنون فالاسم معروف إلى اليوم.
(٢) يقول ابن دحية في كتابه المطرب: "وأنشدتني أخت جدي (أو جدتي) الشريفة الفاضلة أمة العزيز ابنة الشريف العالم أبي محمد عبد العزيز بن الحسن ابن الإمام العالم أبي البسام موسى"، ثم رفع نسبه إلى فاطمة الزهراء (المطرب ٦) وعبد العزيز بن الحسن هذا مترجم في التكملة الأبارية (٢٤٧٨). وذكر ابن خلكان في ترجمة ابن دحية كان يذكر أن أمه أمة الرحمن بنت أبي عبد الله بن أبي البسام (وفيات الأعيان ٣/ ٤٤٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>