للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تعالى لنبيِّه الكريم: {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ} [الحجر: ٨٧] , هذه المزايا العالية، والعطايا الواسعةُ الباقية، [لا ما نَهَتْ عنه الآيةُ الثانية] , جعَلَنا اللهُ ممّن أبصَرَ رُشدَه، وذكَرَ مرَدَّه، ووجَّه إليه قصدَه، ورَأى في أولِ أمره آخرَه، وابتغَى فيما آتاه اللهُ الدارَ الآخرةَ، بمنِّه وفضلِه.

وأتْبَعَ هذا النثرَ هذه القطعةَ الشِّينية، وقد سَمَّطَها القاضي أبو أُميّةَ بن عُفَيْر، وذلك ممّا أنشَدتُه على شيخِنا ابنِه أبي الوليد بن أُميّةَ عنه، وهذا سرْدُها أصلًا وتسميطًا [من مخلع البسيط]:

باعَ هداهُ بغير ثُنيا ... مَيِّتُ جَهْل مُناهُ أحيا

خِبْتَ لعَمرُ النّجاح سَعْيا ... يا راكضًا في طِلابِ دُنيا

ليسَ لمَن تصرع انتعاشُ

أمَا تَرى راميَ الحِمامِ ... أغراضُهُ أنفُسُ الأنامِ

عرَّضتَ جنْبَيْك للسِّهامِ ... تنحَّ يا عُرضةً لرامِ

أسهُمُه بالردى تُراشُ

يا لاهيًا أغفَلَ المَآلا ... يسحَبُ أذيالَهُ اختيالا

في شَأْوِ عِصيانِهِ ضلالا ... أعذَرُ منك الفَراشُ حالا

علِمتَ ما يجهلُ الفَراشُ

قَدَحت زَنْدَ الهوى سَفاها ... دارٌ تورطتَ في هواها

أنتَ بما صدَّتْ مَن حَباها ... تَحُشُّ (١) نارًا هوَت لظاها

بمن له حولَها انحياشُ

مَنَّتْكَ دُنياك وهْي مَيْنُ ... [..................] (٢)


(١) حش النار: أطعمها الحطب.
(٢) شطر لا يقرأ.

<<  <  ج: ص:  >  >>