للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَطِئَ كلَّ الثرى بِساطا ... واذكُر الحشرَ والصِّراطا

يا قاطعًا دهرَه نشاطا ... إنّ لأيامِنا (١) انبساطا

به لأعمارِنا انكماشُ

أرواحُ هذا الورى طيورُ ... حولَ حِياض الرَّدى تَدورُ

وإنما وِردُها القبورُ ... كأنّ آجالَنا صقورُ

ونحن من تحتِها خُشاشُ

قال المصنّفُ عَفَا اللهُ عنه: سقَطَ لأبي أُميّةَ من هذه القطعة بيتٌ لم يُسمِّطْه، ولعله لم يقَعْ له، وهو قولُه:

[..............] دنوبًا ... لها بمسطورِك انتقاشُ

بعدَ قولِه:

وواردوها هم العطاشُ

وقد نظمتُ تسميطَه فقلتُ (٢).

[وله خُطبة] في الحضِّ على التمسُّكِ بالكتاب والسُّنة وتجنُّب الفلسفةِ وعلوم القدماء (٣):

الحمدُ لله، وسلامٌ على عبادِه الذين اصطَفَى، عبادَ الله، [الدِّينُ] النَّصيحة، [فخُذوها] مَحْضةً صريحة، هُدى الله هو الهُدى، ومن اتَّبع رسُلَ الله اهتدَى، فإيّاكم والقُدَماءَ وما أحدَثوا، فإنّهم عن عقولِهم حدَّثوا، أتوْا من الافتراءِ بكلِّ أُعجوبة، وقلوبُهم عن الأسرارِ محجوبة، الأنبياءُ ونورُهم، لا الأغبياءُ وغُرورُهم، عنهم يُتلقَّى وبهم يُدرَكُ السُّول، عالمُ الغَيْب فلا يُظهرُ على غيبِه أحدًا إلا من ارتفَى من رسُول، الدّينُ عندَ الله الإسلام، والعلمُ كتابُ الله وسُنّةَ محمدٍ عليه السلام، ما ضَرَّ من وقَفَ عندَهما، ما جهِلَ بعدَهما، خيرُ نبيٍّ في خير أُمّة، يُزكِّيهم


(١) كذا في الأصل، وفي أزهار الرياض، "لا تأمنن بها".
(٢) بعد هذا بياض في الأصل.
(٣) توجد هذه الخطبة أيضًا في رحلة العبدري: ١٣١ (تحقيق محمد الفاسي).

<<  <  ج: ص:  >  >>