للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأشباهِه (١) ولم يزَلْ أهلُها على مرورِ الأيام أغنياءَ عن النظرِ في مثلِه وإنّ في غيرِه


(١) عرف المذهب الاعتزالي في الأندلس قبل دخول "الكشاف" إليها بزمن بعيد ولم تكن منزهة عنه كما يقول شيخ المالكية في وقته أبو الحسين ابن زرقون؛ وممن تذكر كتب الطبقات أنهم عرفوا بالاعتزال في الأندلس في القرنين الثالث والرابع الهجريين: عبد الأعلى بن وهب (ت ٢٦١ هـ) وفرج بن سلام الذي أخذ عن الجاحظ وأدخل كتبه إلى الأندلس، وعبد الله بن مسرة والد ابن مسرة (ت ٢٨٦ هـ)، ويحيى بن يحيى القرطبي المعروف بابن السمينة (ت ٣١٥ هـ)، وأبو عبد الله بن مسرة (ت ٣١٩ هـ) وقد أفرده المستشرق الإسباني أسين بلاثيوس بدراسة قيمة، وخليل بن عبد الملك المعروف بالغَفْلة، ومنذر بن سعيد قاضي القضاة، وبنوه: حكم الذي كان كما يقول ابن حزم في طرق الحمامة: ٤٥ "رأس المعتزلة بالأندلس وكبيرهم وأستاذهم وناسكهم" وأخواه عبد الملك وسعيد؛ وممن شهر بالاعتزال أيضًا: موسى بن حُدير الحاجب وأخوه، وقد عرض ابن حزم في مواضع من كتابه "الفصل" لبعض آراء معتزلة الأندلس (انظر في هذا الموضوع رسالة الدكتور محمود مكي الجامعية: ٢٠٨ - ٢٢٨، وتاريخ الفكر الأندلسي لبالنثيا: ٣٢٤ وما بعدها، وتاريخ الأدب الأندلسي للدكتور إحسان عباس ١/ ٥٢ وما بعدها). هذا وقد نتج عن دخول "الكشاف" إلى الأندلس على يد المترجم أن اشتغل طائفة من الأندلسيين والمغاربة في القرن السابع وما بعده بالرد عليه أو اختصاره أو مقارنته بتفسير ابن عطية أشهر تفسير عند الأندلسيين؛ فممن رد عليه أو نبه على ما فيه من اعتزال: أبو بكر يحيى بن أحمد السكوني المتوفى سنة ٦٢٦ هـ وذلك في كتابه "الحسنات والسيئات" الذي انتقى فيه مستطرف غرائبه البيانية وأبدى أيضًا ما تضمنه من سوء انتحاله في ركيك اعتزاله كما يقول ابن الزبير في صلة الصلة ٥/الترجمة ٥٣٦، وانظر أيضًا التكملة (ترجمة ٣٤١٧) ويوجد مخطوطًا بالخزانة العامة بالرباط (حرف ق) والخزانة الملكية بالرباط أيضًا، ومنهم أبو علي عمر بن محمد السكوني قريب السابق ذكره، وأسمى كتابه: "التمييز لما أودعه الزمخشري من الاعتزال في الكتاب العزيز" (نيل الابتهاج: ١٩٥) ويوجد مخطوطًا كذلك، وممن اختصر "الكشاف" وأزال عنه الاعتزال: أبو عبد الله محمد بن علي بن العابد الفاسي "بغية الوعاة ١/ ١٨٢). وممن جمع بينه وبين تفسير ابن عطية: أبو محمد عبد الله بن محمد المعروف بابن الكماد الإشبيلي (التكملة، الترجمة ٢١٥٥) وأبو محمد عبد الكبير بن بقي الغافقي (برنامج الرعيني، الترجمة ١٢)، وأبو الحسن علي بن محمد الجياني (كما سيأتي في السفر الخامس). وانظر ما قيل من شعر في الرد على الزمخشري في أزهار الرياض ٣/ ٢٩٨ وما بعدها وص ٣٢٣ وما بعدها.=

<<  <  ج: ص:  >  >>