للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عبد البَرّ القَرَمونيُّ وابنُ أبي هارونَ وعامر بن هشام، وآباءُ محمد: ابن أحمدَ بن نُعمان، وابن عُبَيد الله الباجيُّ وابن عيسى بن صَدقون [....] وابن عمّار، ومالكُ بن عُمر، وأبَوا نَصْر: الفَتْحان: ابن أحمدَ [الفِرْيانيُّ وابن الفَصّال] ويحيى بن يحيى الأنصاريُّ، وغيرُهم ممّن جَرى له ذكْرٌ في هذا [الكتاب ممّن هو على شَرْطِه] وسوى مَن حدّث عنه بالإجازة ممّن ذَكَرَ فيه أيضًا ممّن هو [على شرطِه وسواهم].

وكان من أئمّة المُقرئين المجوِّدين وجِلّة المحدِّثينَ المُسنِدين، ثقةً [فيما يَرويه] رِضًا مأمونًا متّسعَ الرّواية، أخَذَ عن النَّظِيرِ والكبير والصَّغير، حتى اجتَمعَ [له في القراءات] ما لم يجتمعْ لغيرِه من نُظرائه. وكان متفنّنًا في علوم اللّسان متقدِّمًا في [النَّحو واللُّغة] منها.

وكانت كُتُبُه وأصُولُه في غاية الصّحة ونهايةِ الإتقان لتهمُّمِه بمقابلتِها وعُكوفِه على تصحيحِها مؤيَّدًا على ذلك بحُسن الخطِّ وإتقانِ التقييدِ والضَّبط اللّذَيْن برَّزَ فيهما على متقدِّمي الأكابر من مشاهيرِ أهلِهما (١)، دَأَبَ على ذلك دهرَه وأنفَدَ (٢) فيه عمُرَه، وكتَبَ بخطِّه الكثيرَ ومتِّع بصحّةِ بصَره، فقد وقَفتُ في بعض ما كتَبَ -وهو قد جاوَزَ السبعينَ من عمُرِه بسنتينِ أو نحوِهما- على ما يُقضَى منه العَجَب، دقّةَ خَطّ وإدماجَ حروف معَ البيان، فكان في ذلك وحيدًا، وأثمرَ المُغالاةَ فيها بعدَ وفاتِه حتى تجووزَت في أثمانِها الغايةُ التي لا عهدَ بها، وتمادت رغبةُ الناس في اقتناءِ ما يوجَدُ بخطِّه أو بتصحيحِه ومُنافستهم فيه إلى الآنَ.

وعلى ذلك فقد وقَفتُ له على أوهامٍ مصدَرُها الغفلةُ التي يقتضيها النَّقصُ البَشَريّ، فالكمالُ لله وحدَه (٣).


(١) في الأصل: "أهلها".
(٢) في الأصل: "وأنفذ".
(٣) ذكر الشيخ محمد بن عبد الرحمن الفاسي في "المنح البادية" كلام ابن عبد الملك هنا، وهذا يدل على وقوفه على الذيل والتكملة، وانظر مآل النسخة التي وقف عليها.

<<  <  ج: ص:  >  >>